شهدت مدينة الإسكندرية المصرية بعد صلاة الجمعة أكبر مظاهرة في تاريخها ضد الكنيسة القبطية والبابا شنودة والأنبا بيشوي، وبدأت المظاهرة من مسجد القائد إبراهيم ثمّ تجاوزت المسجد ومحيطه للمرّة الأولى، وسارت في الشوارع مسافة تقدّر بحوالي كيلومتر وقادها شيوخ ورموز الدّعوة السلفية بالمدينة وشارك فيها ما يقرب من 50 ألف فرد تحت حراسة أمنية هائلة، وتمّ حصار المتظاهرين بحوائط بشرية ضخمة من القوّات الخاصّة وقوّات مكافحة الشغب والعربات المصفّحة والسيّارات القاذفة لقنابل الدخان والغاز، وتمكّنت الأجهزة الأمنية من وقف زحف المتظاهرين إلى شوارع المدينة، حسب ما أفادت به صحيفة »المصريون« المصرية. المتظاهرون رفعوا علم مصر بعد أن نزعوا من عليه النّسر ووضعوا مكانه عبارة »لا إله إلاّ اللّه محمدا رسول اللّه«، وذلك ردّا على كلام الأنبا بيشوي بأن المسلمين »ضيوف« في مصر على النّصارى، وتمّ ترديد هتافات من بينها »يا بيشوى إتلم إتلم ......«.. »إسلامية إسلامية ... مصر هتفضل إسلامية«. وقد سادت حالة من الغضب العارم بين المتظاهرين بسبب التصريحات المستفزّة للأنبا بيشوي سكرتير المجمّع المقدّس في الكنيسة، والتي تطاول فيها على القرآن الكريم وزعم تحريفه في عهد سيّدنا عثمان، بالإضافة إلى تبجّحه ضد الأغلبية المسلمة بوصفهم بأنهم ضيوف على الأقباط أصحاب البلد الأصليين. وطالب المتظاهرون بمحاكمة بيشوي بتهمة إثارة الفتنة الطائفية وتهديد استقرار البلاد، كما تمّ تنظيم محاكمة شعبية للبابا شنودة والأنبا بيشوي، وقرّر المسؤولون عن المحاكمة عزل شنودة وتجريده من ألقابه وإعادته إلى اسمه الأصلى »نظير جديد«، وقام المتظاهرون بالتكبير عند نطق المحكمة الشعبية بحكمها بإدانة شنودة وبيشوي. وقد نالت وسائل الإعلام المصرية نصيبا وافرا من التنديد والهجوم من المتظاهرين الذين اتّهموا الفضائيات والصحف بتجاهل محنة اختطاف كاميليا شحاتة واحتجازها فى الكنيسة، بالإضافة إلى محاولة التخفيف من تصريحات بيشوي ضد القرآن والمسلمين وإيجاد التبريرات له.