عاشت دائرة الأربعاء ناث إيراثن الواقعة بالجهة الشرقية لولاية تيزي وزو أسبوعا عصيبا، خيّم عليه الفساد الإدري وحالة اللاأمن التي قادت عدة أبناء المنطقة لمصالح الإستعجالات الجراحية، بعدما خرجوا في مسيرة احتجاجية للمطالبة بالأمن والإستقرار بعدما تنامت الجريمة بشكل مثير للقلق. تدخّلت صبيحة أول أمس، قوات مكافحة الشغب بأعداد كبيرة من أجل فكّ النّزاع وتوقيف المواجهات التي شهدها حي (ألما) التابع لبلدية إيرجن في دائرة الأربعاء ناث إيراثن، حيث تمّ حرق عدة سيارات وكذا بعض الشقق التي كسرت نوافذها وأبوابها، ناهيك عن حالة الذعر والخوف اللذين خيّما على المكان الذي ساده الدخان المتصاعد من عجلات السيارات والأشياء التي أضرمت فيها الحرائق، والذي امتزج بصراخ وعويل النسوة والأطفال. المواجهات التي استمرت طيلة صبيحة يوم الخميس ولم تُخمد إلا في الظهيرة بعد التدخل المكثف لقوات الأمن، جاءت بعد المسيرة التي نادت إليها تنسيقية لجان قرى دائرة الأربعاء ناث إيراثن مساء يوم الثلاثاء الفارط من أجل المطالبة بالأمن، وذلك بعدما أصيب ليلة ذات اليوم شابين بجروح خطيرة، أدخلت أحدهما إلى الإنعاش، وذلك بعدما تعرضا إلى اعتداءات مسلّحة من طرف مجهولين تبيّن لاحقا أنهم يقطنون في حي (ألما) بإيرجن، حيث خرج السكان لمطالبة السلطات بالتدخل العاجل لتوفير الأمن والحماية في هذه الجهة التي شهدت عدة جرائم آخرها الشاب الذي قتل في تيزي راشد بعدما تسبّبت سيارته في إصدار صوت، أزعج قاتليه. المسيرة شارك فيها العشرات من السكان الذين قدموا من مختلف قرى بلديات دائرة الأربعاء ناث إيراثن، ويتقدمهم سكان قرية (عزوزة) التي يسكن فيها الشابين الضحيتين. تقدّم المشاركون في المسيرة ناحية هذا الحي من أجل الاستفسار عن هذا الحادث وأسباب الاعتداء، إلا أن الأمر تحوّل إلى مواجهات اسْتعملت فيها العصي والسكاكين والأعمدة الحديدية وحتى الزجاجات الحارقة، ما انْجرّ عنه تسجيل قرابة 20 جريحا، نقلتهم مصالح الحماية المدنية إلى مستشفى تيزي وزو، وبعضهم في حالة خطيرة. إلا أنه وفي مساء نفس اليوم عادت الأجواء لوضعها الطبيعي، وقد غادرت قوات الأمن المكان صبيحة أمس، بعدما اتّفق سكان المناطق المعنية بهذا النزاع بعدم التعرض لبعضهم مستقبلا، لكي لا يسجّل المزيد الضحايا. هذا، وقد تسبّبت المواجهات التي عرفتها المنطقة في شلّ حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 12 لغلق الطريق ناحية الأربعاء ناث إيراثن بسبب التواجد المكثف لقوات الأمن، وتراجع الكثير من مستعملي هذه الطرقات عن وجهاتهم خوفا من المواجهات المذكورة. وعلى صعيد آخر، استنكر سكان الأربعاء ناث إيراثن الإنحرافات الخطيرة التي تعرفها هذه الجهة سواء من الناحية الإدارية، بعدما فصل رئيس الدائرة من مهامه بسبب شبكة التزوير التي تمّ تفكيكها الأسبوع الماضي وتحوّل هذه المصلحة الإدارية إلى وجهة لتزوير البطاقات الرمادية وغيرها من الوثائق الرسمية، وطالبت تنسيقية لجان القرى السلطات وعلى رأسها والي تيزي وزو، بالتدخل العاجل من أجل مواجهة الإرهاب الإداري والأمني الذي خيّم على المنطقة.