كشفت الأستاذة شفيقة حويشات مختصة في أمراض العظام والمفاصل، أن 21 بالمائة من النساء البالغات 50 سنة فما فوق يعانين من التآكل الغضروفي على مستوى الركبة (أرتروز)، وأتت هذه التصريحات لتؤكد مدى الانتشار الكبير لهذا المرض بين الجزائريات خاصة في الآونة الأخيرة.. وأوضحت نفس المختصة استنادا إلى دراسة شملت عينة تتكون من 400 امرأة تبلغ من العمر 50 سنة فما فوق وتم عرضها نهاية الأسبوع بالجزائر العاصمة بمناسبة الملتقى التاسع للجمعية الجزائرية لأمراض العظام والمفاصل، أن معدل الإصابة بالتآكل الغضروفي على مستوى الركبة لدى هذه الفئة يصل إلى 21 بالمائة. وتم إنجاز هذه الدراسة حول التآكل الغضروفي على مستوى الركبة وأصابع اليد من طرف فريق طبي متخصص بمستشفى الدويرة (غرب الجزائر العاصمة) بالتعاون مع الديوان الوطني للإحصاء خلال سنة 2012 . وقد أثبتت نفس الدراسة أن هذا المرض الذي يرتفع مع التقدم في السن ويتطور بعد الكشف عنه خلال الخمس سنوات التي تلي الكشف عن الإصابة، يتعقد مع الزمن إلى بلوغ درجة الإعاقة الوظيفية إذا لم يتم التكفل به مبكرا. وأبرزت الدراسة أن معدل العمر لدى هذه الفئة يصل إلى 61 سنة وأن ثلث النساء المعنيات بها تقل أعمارهن عن 70 سنة أي ما يمثل ثلثي العينة. وبخصوص التآكل الغضروفي الذي يصيب أصابع اليد، أشارت الدراسة إلى معاناة 7ر31 بالمائة من العينة التي شملتها، 48 بالمائة من بينهن ينتشر المرض لدى أمهاتهن وأخواتهن. وأكدت أن الإصابة بالتآكل الغضروفي على مستوى الركبة وأصابع اليد بالجزائر يقترب من المعدل المنتشر بالقارة الأوروبية. وقد دعت الأستاذة حويشات بالمناسبة إلى ضرورة تعزيز هذه الدراسة بدراسات وطنية أخرى للكشف الحقيقي عن معدل الإصابة على المستوى الوطني. وأشارت الدراسة إلى أن نسبة كبيرة من النساء اللواتي شملتهن يعانين من أمراض أخرى، على غرار ارتفاع ضغط الدم الشرياني وارتفاع نسبة السمنة على مستوى البطن وداء السكري والعجز في وظيفة الأوردة الدموية. ودعا رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض العظام والمفاصل الأستاذ الهاشم جودي نهاية الأسبوع بالجزائر العاصمة، إلى ضرورة وضع قوانين حول العلاج بالأدوية الشبيهة بيولوجيا بالجزائر. وأكد الأستاذ جودي على هامش الملتقى التاسع للجمعية أنه سيتم قريبا إدراج الأدوية الشبيهة بيولوجيا ضمن طرق العلاج المطبقة بالجزائر مما يستدعي -كما قال- وضع قوانين ودراسات حول هذا النوع من الأدوية المبتكرة المنبثقة عن البيوتكنولوجيا لمتابعة فعاليتها وأعراضها الجانبية على صحة المريض. من جهة أخرى، أشار الأستاذ جودي إلى نزول أدوية مبتكرة إلى السوق الوطنية موجهة لعلاج أمراض العظام والمفاصل تتسبب في غالب الأحيان في الإصابة بمرض السل لدى المرضى الخاضعين لهذا العلاج. وأشار في نفس الإطار إلى أن الجمعية الجزائرية لأمراض العظام والمفاصل تقوم بإجراء دراسات حول المرضى الذين خضعوا إلى هذا العلاج ويحملون فيروس مرض السل دون درايتهم. كما ذكر بإنجاز عدة دراسات قام بها ممارسون بالمؤسسات العمومية والعيادات التابعة للقطاع الخاص حول مختلف أمراض العظام والمفاصل المنتشرة بالجزائر ومدى فعالية الأدوية المبتكرة التي تدخل في إطار علاج هذه الأمراض مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عن نتائج هذه الدراسات (قريبا). وأشار من جانب آخر إلى إنشاء لجنة علمية تعمل تحت لواء الجمعية الجزائرية لأمراض العظام والمفاصل تقوم بدراسات على مختلف هذه الأمراض بهدف تحسين التكفل بالمرضى في هذا المجال.