تحصد حوادث المرور أرواح العشرات من التلاميذ سنويا في غياب السلطات المعنية ومثال ما يحدث مع تلاميذ المدرسة الكائنة ببلدية الأبيار المحفوفة بالمخاطر حيث تعرض أحد التلاميذ عشية أول أمس إلى حادث مرور كاد أن يودي بحياته لولا لطف الله فلحسن الحظ لم يكن صاحب السيارة يقود بسرعة فائقة ما جعل الطفل ينجو. سبق وأن رفع أولياء التلاميذ وسكان المنطقة نداء للسلطات المحلية بالتدخل والمطالبة بوضع ممهلات كون الطريق أضحى هاجس سكان المنطقة ككل وليس التلاميذ فقط. حيث أكد أحد أولياء تلاميذ مدرسة محمد إقبال 2 بحي طاغارا بالأبيار أنه في بداية انطلاق الموسم الدراسي رفعوا مراسلات وشكاوي متعددة بخصوص إنجاز حاجز أو ممهلات بسبب الخطر الذي يهدد أمنهم و حياتهم جراء تواجد مؤسستهم التعليمية على جانب الطريق العام الخاص بالسيارات، مع عدم وجود ممهلات أو حاجز يحمي التلاميذ من إرهاب الطرقات خصوصا موعد الخروج من المدرسة، وكثيرا ما يتعرضون إلى السقوط جراء ركضهم في الطريق مخافة التعرض للاصطدام مع السيارات أو الحافلات المسرعة في هذا الطريق الضيق الذي يشهد أحد المنعرجات الخطيرة والذي تسبب في العديد من المرات في وقوع حوادث مرورية خطيرة، فرغم كل التحذيرات التي اتخذتها البلدية مع مصالح المرور من ناحية وضع لافتات تنبه السائقين إلى وجود مدرسة ابتدائية بالجوار لذا يجب تخفيف السرعة، إلا أن بعض السائقين لا يلتزمون دائما بهذه التعليمات، ففي الكثير من الأحيان يتحينون فرصة خلو الشارع، إلا أنه وفجأة يصادفهم التلاميذ الصغار الذين لا يستطيعون قطع الطريق أو يغامرون باجتيازه ظنا منهم أن الركض يحميهم من الحوادث، لاسيما وان الطريق ضيق والمسافة قريبة ما بين الواجهتين، ورغم أن الدولة وفرت أعوان الشرطة بمفترق الطرق، إلا أن ذلك لا يعطي الآمان لهؤلاء الأطفال المتمدرسين، غير أن الخطر قائم في ظل انعدام المراقبة للسائقين وحماية الأطفال ومعظم المارة والسكان الذين يعانون هم كذلك من هذا الطريق الذي يشهد من ناحية أخرى حالة تدهور كبير وجب معالجته في أقرب وقت، أو القيام بنقل المؤسسة التعليمية إلى مكان آخر فالأمر يزداد سواء كل عام بازدياد الازدحام والاختناق في الطريق الرئيسي الذي يجمع ما بين وسط المدينة كالبريد المركزي وساحة الشهداء بشارع الأبيار وبن عكنون، فمعظم الحافلات المهترئة التي يمتلكها أغلب الخواص تشكل خطرا كبيرا على التلاميذ خاصة إذا فاجأها الطفل بالظهور فجأة في طريقها فالتوقف سيكون صعبا للغاية خاصة وأن تلك الحافلات التي أكل عليها الدهر وشرب فراملها ومحركاتها قديمة ومهترئة فحينها يكون الطفل هو الضحية الوحيدة. وزاد من خطورة الأمر أن الطريق هو عبارة عن منعرجات خطيرة فالأمر أحيانا يكون خارج عن إرادة السائق، لذا فالسائقون يحمّلون البلدية خطورة الوضع الذي يعيشونه، ونفس الرأي يعبر عنه أولياء التلاميذ الذي أصيب أغلبهم بالهلع من هذه الطريق، فاضطروا إلى تغيير مدارس أبنائهم الى ابن الخطيب والقدس رغم بعد المسافة فالمهم عندهم سلامة أطفالهم، من الموت المتربص بهم وحسب السكان وأولياء التلاميذ أنهم أودعوا العديد من الشكاوي إلى مصالح البلدية بإنجاز ممهلات أو إنجاز ممر علوي من شأنه الحد من المخاطر التي تهدد الأطفال المتمدرسين والمواطنين بصفة عامة، إلا أن مطالبهم بقيت حبيسة الأدراج إلى غاية كتابة هذه الأسطر. ويتساءل الأولياء والسكان ماذا تنتظر السلطات لإنجاز ممهلات أو حاجز أمني يحمي أطفالهم من خطر الموت؟.