أرجأت الغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة نهاية الأسبوع الماضي بثّ النّظر في ملف تبديد أموال عمومية عن طريق إبرام صفقات مشبوهة من المؤسسة الوطنية للملاحة الجوّية المتابع فيه أربع إطارات وهم المدير العام السابق »ح. عبد الوهاب«، »س. كمال« رئيس بمجلس المساهمة و»خ. عبد الرحمن« رئيس بمجلس المساهمة أيضا، إضافة إلى »خ. عبد الحقّ« رئيس نقابة المراقبين الجوّيين، إلى الأسبوع الأوّل من شهر أكتوبر لتخصيص جلسة استثنائية بطلب من الدفاع. حيثيات القضية تحرّكت بناء على رسالة مجهولة المصدر جاء فيها وجود خروقات متعلّقة بتبديد أموال عمومية من المؤسسة الوطنية للملاحة الجوّية من طرف مديرها العام السابق المدعو »ح. عبد الوهاب«، حيث باشرت المصلحة الولائية للشرطة القضائية تحرّياتها بناء على تعليمة من وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي حول المعلومات التي نصّت عليها الرسالة. وأثناء التحرّي وردت رسالة أخرى مجهولة المصدر، يضيف محرّرها وجود وقائع خارقة للقانون كان قد قام بها »ح. عبد الوهاب« مدير عام سابق و»خ. عبد الرحمن« رئيس مجلس المساهمة و»د. عبد الحقّ« رئيس نقابة المراقبين و»ط. سيد أحمد« مدير المالية والمحاسبة. حيث استمرّ التحرّي حول موضوع هذه الرسالة بعد إبلاغ وكيل الجمهورية بمحكمة حسين داي، والذي أمر بفتح تحقيق حول ارتكاب جرائم تبديد أموال عمومية واستعمالها على نحو غير شرعي. حيث أنه وخلال التحقيق أنكر المتّهم الرئيسي المدير العام السابق التّهمة الموجّهة إليه، وصرّح بأنه كان يشغل منصب مدير عام بالنيابة في مؤسسة الملاحة الجوّية منذ 2002/11/09 إلى غاية 14/12/ 2008. وعن الوقائع المتعلّقة باقتناء أجهزة »أي.أل.أس« فإنها تقرّرت عند اجتماع مستعجل على مستوى وزارة النّقل بحضور الأمين العام ورئيس الديوان، حيث أبلغهم الأمين العام بأنه تلقّى تعليمة لتجهيز كلّ المطارات على مستوى الوطن بهذه الأجهزة، وتنفيذا لذلك تمّ إعداد دفتر شروط لاقتناء 29 جهازا بمعدّل جهاز واحد لكلّ مطار، وتمّ الإعلان عن المناقصة. وبعد دراسة العروض، تمّ الإعلان عن المناقصة بدون دول بسبب التكلفة المالية وأعيد الإعلان عن مناقصة أخرى، وعن أمور تسيير المؤسسة بصفته مديرا تمّ تخصيص له سيّارتين، وهذا الأمر وجد العمل به من طرف من سبقوه في المنصب، وعن وصولات البنزين ، فقد كانت تسيّر بطريقة فوضوية، حيث حدّدت وصولات كانت تسلّم شهريا لإطارات بالمؤسسة وهم المستفيدون من سيّارات المصلحة بمعدّل 10 وصولات شهريا، إضافة إلى بطاقة التقاط القنوات التي أنكر المدير العام استلامه لها، وأضاف أن جهاز التلفزيون تمّ تغييره بسبب وجود عطب فيه، كما أن صفقة الهواتف النقّالة كانت قد تمّت عن طريق اختيار ثلاثة عروض، وكانت هناك فاتورة الاستهلاك التي اعتبرها المتّهم عادية جدّا، أمّا الرّحلات المبرمجة فكانت تدخل في إطارا الرّحلات المبرمجة الاجتماعية وهي ليست من اختصاصه، بل من اختصاص مجلس المساهمة. أمّا مدير الموارد المتّهم فقد لاحظ وجود استغلال مفرط للهاتف النقّال من طرف بعض الأطراف وإطارات في المؤسسة، حيث أخبر المدير العام الذي أنشأ لجنة لدراسة الوضعية، إلاّ أن اللّجنة لم تستمرّ في عملها. وكانت المحكمة الابتدائية قد برّأت ساحة المتّهمين الأربعة، إلاّ أن ممثّل الحقّ العام استأنف في القرار الصادر عن محكمة حسين داي لتحال على مجلس قضاء العاصمة، غير أن الملف عرف عدّة تأجيلات آخرها كان قبل العطلة القضائية.