وصل الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى سجن برج العرب بالإسكندرية بعد ساعات من ختام أولى جلسات محاكمته التي تأجلت حتى 8 جانفي المقبل، في حين ثمّن تحالف دعم الشرعية ما وصفه بصمود مرسي بوجه (قضاة الانقلاب) خلال محاكمته، فيما اعتدت قوات الأمن وبلطجية على مظاهرة مناهضة للانقلاب بحي المعادي. وقال مدير مباحث مدينة الإسكندرية الساحلية ناصر العبد إن مرسي وصل إلى سجن برج العرب، وأفاد شهود عيان بأن إجراءات أمن تولتها القوات المسلحة وشاركت فيها الشرطة سبقت وصول مرسي بمروحية من القاهرة، حيث عقدت جلسة المحاكمة. ومنذ عزل الرئيس مرسي في الثالث من جويلية الماضي، إثر انقلاب قاده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، حرصت السلطات على إضفاء صفة الغموض على مكان احتجازه، كما تدرّجت التهم الموجهة إليه من التخابر مع الخارج إلى التحريض على القتل. في غضون ذلك، ثمن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب ما سماه صمود مرسي في وجه من وصفهم بقضاة الانقلاب خلال أولى جلسات محاكمته. وقال التحالف في بيان إن تلويح مرسي بإشارة رابعة العدوية ورفضه ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي شكلت رسالة للشعب المصري، بالاستمرار في رفض الانقلاب وعدم التفريط في دماء الضحايا. واعتبر التحالف أن منع بث المحاكمة على الهواء ورفض دخول المحامين والإعلاميين يكشف (رعب الانقلابيين) من اقتراب محاكمتهم. وأكد أن تأجيل القضية لشهرين يؤكد خشية سلطات الانقلاب من استمرار الحشود الهائلة التي خرجت لرفض المحاكمة، وعجز قادة الانقلاب عن إيجاد مبرر لإقناع الشعب بها. ودعا البيان جماهير الشعب المصري إلى النزول للمشاركة في مليونية (العالم يحيي صمود الرئيس) في جميع ميادين مصر وأمام السفارات المصرية في الخارج. في السياق نفسه، قال التحالف الدولي لمناهضة الانقلاب ودعم الديمقراطية إن دوافع سياسية تطغى على محاكمة مرسي، في وقت يحاول فيه من وصفهم بالقتلة ومنتهكي حقوق الإنسان الإفلات من العقاب. وقال التحالف -في بيان عنوانه (الطغاة طلقاء والرئيس المنتخب يحاكم) إن (المحاكمة تأتي كمثال واضح على قائمة من انتهاكات حقوق الإنسان التي شهدتها مصر منذ استيلاء الجيش على السلطة). وأضاف أنه (لمن العار أن يخضع الرئيس المنتخب ديمقراطيا لمحاكمة صورية بينما يسمح للطغاة الفاسدين المسؤولين عن قتل الآلاف من المدنيين الأبرياء بالتنعم بالحرية). وجدد التحالف طلب الاتحاد الأوروبي للسلطات المصرية بالإفراج فورا عن المعتقلين السياسيين بمن فيهم الدكتور محمد مرسي. يأتي هذا، فيما شهدت مظاهرات أنصار مرسي أمام المحكمة الدستورية العليا اعتداء من جانب قوات الأمن وبلطجية على المتظاهرين الرافضين محاكمة مرسي والتي كانت في طريقها لمدينة نصر شرق القاهرة. واندلعت الاشتباكات بين الطرفين بعد أن حاصر البلطجية والأمن المركزي، المتظاهرين من جميع الجهات فوق الطريق الدائري بمنطقة المعادي، واعتقلت خلالها قوات الأمن عشرات المتظاهرين. وكان عشرات الآلاف من أنصار مرسي تظاهروا في ساعات مبكرة من صباح أول أمس أمام المحكمة الدستورية وعلى طول كورنيش النيل، بالقرب من معهد أمناء الشرطة بطرة، والذي كان معدا سلفا للمحاكمة، قبل أن يعلن عن نقلها بشكل مفاجئ. ورفع المشاركون صورا لمرسي، ورددوا هتافات تندد بمحاكمته، مطالبين بمحاكمة قادة الانقلاب العسكري على قتل آلاف المواطنين خلال فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.