عسر القراءة والكتابة، واحد من أكثر أنواع صعوبة التعلم شيوعا. إنه مرتبط بطريقة معالجة اللغة، وعادة ما يجد الأطفال صعوبة في القراءة والكتابة والتهجي. مصطلح (ديسليكسيا) Dyslexia أصله يوناني، ويعني صعوبة التعامل مع الكلمات، وتعرفه الرابطة الدولية لعسر القراءة والكتابة بالآتي: ال Dyslexia اضطراب له تأثيره الأساسي على الأعصاب، وفي معظم الأحيان له صلة وراثية، يتسبب في صعوبة تعلم ومعالجة اللغة بدرجات متفاوتة الشدة، وفي الصعوبات التي تتجلى في اللغة استماعا وتعبيرا، ويتضمن مشاكل في النطق، والقراءة والكتابة والإملاء، والخط، وأحيانا في الرياضيات). ويقدر أن 10 بالمائة من تلاميذ المدارس في بريطانيا مصابون بالديسلكسيا، بينما في أمريكا 10 إلى 15 بالمائة وفي الكويت مثلا تقدر جمعية مرض الديسليكسيا أن 6.3 بالمائة من طلبة المدارس الابتدائية يعانون منها. ووجد أن نسبة الإصابة بين الصبيان 4 مرات أكثر من الفتيات. الجزائر هي الأخرى تضم مئات الحالات من عسر القراءة، والتي تضاعفت بشكل ملفت خلال السنوات الأخيرة، ففي وهران يعاني 826 متمدرس من مشاكل في النطق من بينهم حالات العسر في القراءة (الديسليكسيا) حسبما علم بوهران خلال اللقاء الأول حول صعوبات التمدرس ومشاكل العسر في القراءة لدى الأطفال، وذكر رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان للولاية على هامش هذا اللقاء المنظم بمركز الاتفاقيات محمد بن أحمد أنه تم إحصاء 826 تلميذ يعانون من صعوبات في النطق منها حالات العسر في القراءة. وفي هذا الإطار وضعت مديرية الصحة والسكان منذ سنة ثلاثة مراكز للمجموعة الطبية النفسية على مستوى العيادات متعددة الخدمات بحي (العقيد لطفي) وسيدي معروف وبواجهة البحر للتكفل بالأطفال الذين يعانون من مشاكل التمدرس منها حالات العسر في القراءة والكتابة والحساب يقول رئيس مكتب الصحة المدرسية بالمديرية السيد بوخاري يوسف. وتعمل هذه المجموعة متعددة الاختصاصات على توجيه حالات العسر في القراءة إلى مركزي التكفل بالأطفال الذين يعانون من أمراض عقلية ونفسية للتكفل بحالتهم بصفة جيدة وفق ذات المصدر. كما ستنكب هذه المجموعة على إحصاء وتحديد حالات العسر في القراءة للتكفل بها مبكرا، فضلا على أن مديرية الصحة والسكان للولاية تعتزم تنظيم قافلة لتحسيس وتوعية المعلمين لتحديد التلاميذ الذين يعانون من حالات عسر القراءة للفحص والتشخيص المبكر حسبما أشير إليه. وللتكفل الجيد بالتلاميذ الذين يعانون من مشاكل التمدرس بسبب النطق قدمت المديرية المذكورة طلبا لفتح 60 منصبا في مختلف الاختصاصات منها علم النفس والنطق، غير أنها لم تتحصل إلا على مختصين اثنين في علم النفس وثالث في علم النطق حسب السيد بوخاري يوسف. ومن جهة أخرى دعا بعض أولياء التلاميذ المشاركين في هذا اللقاء الذين حضره جمع من الممارسين في الصحة المدرسية والأطباء النفسانيين والمختصين في النطق من ولايات وهران وتلمسان وسيدي بلعباس إلى استحداث خلايا للإصغاء على مستوى المؤسسات التربوية بوهران للتكفل بالتلاميذ الذين يعانون من مشاكل النطق. كما أكد المختصون على ضرورة استحداث أقسام متخصصة يشرف عليها مؤطرون ومؤهلون للتكفل بالتلاميذ الذين يعانون من عسر في القراءة وبالفحص المبكر لاسيما في سن الثامنة، وتكثيف البحوث حول هذا النوع من الحالات التي تعتبر من بين أسباب الفشل المدرسي. وسمح هذا اللقاء الذي قدمت فيه عدة تدخلات حول التكفل بحالات العسر في القراءة بعرض تجارب وشهادات حية حول بعض الحالات التي استطاعت أن تحقق نجاحا في الحياة اليومية. وقد نظم اللقاء من قبل الجمعية الجزائرية لحماية الأطفال الديسليكسيا بالتعاون مع مديريتي الصحة والسكان والتربية وتحت رعاية المجلس الشعبي الولائي لوهران.