حظيت مشاركة الكتاب الأمازيغي المعروض في بعض أجنحة دور النشر الجزائرية والمغربية المشاركة في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر الذي يختتم رسميا اليوم بحضور رمزي ظهر في الكم الضئيل لمختلف الإصدارات مقارنة باللغة العربية والفرنسية. وفي مختلف رفوف أجنحة العرض لدور النشر الأربعة الخاصة كدار (تيرا) و(الأمل) و(خالفي) و(تافات) (النور بالعربية)، بالإضافة إلى المحافظة السامية للغة الأمازيغية والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية تكاد الإصدارات بالأمازيغية بمختلف الأنواع الأدبية (الروايات والشعر...) لاتظهر للعيان بالرغم من أسعارها الزهيدة. وهو ما لوحظ في أجنحة دار التوحيدي والأمان المغربيتين، حيث يعرف الكتاب الأمازيغي حضورا (محتشما). وعرضت دار تيرا (الكتابة بالأمازيغية) لإبراهيم تزاغارت الذي دأب المشاركة في الصالون الدولي للكتاب 50 إصدارا بالأمازيغية تصب غالبيتها في الرواية وترجمات من اللغات الأخرى كالعربية إلى الأمازيغية مثل (كرز أحمر) للشاعرة السورية مرام المصري و(العجوز والبحر) لأرنست همنغواي. وركزت دار النشر تيرا --التي تشجع الترجمة من الأمازيغية إلى اللغات الأخرى على عرض عدد من الكتب التعليمية التي تعد الحافز الأول لتعلم الأمازيغية وإتقانها حتى يتمكن القارئ من الاطلاع وفهم الأجناس الأدبية الأخرى- حسب صاحب دار النشر-. وعرضت هذه الدار لأول مرة الرواية الأولى بالأمازيغية لبلعيد آث علي الصادرة في 1946 بعنوان (الوالي غذرار) وتعني بالعريية الولي الصالح للجبل، وقد حققت هذه الرواية أعلى المبيعات لحد الآن بين معروضاتها -حسب تزغارت-. وقامت دور نشر أخرى متمركزة في الجناح المركزي بعرض إصداراتها كدار الأمل المتواجدة بتيزي وزو التي شكلت نسبة الكتب بالأمازيغية 30 بالمائة، عناوين متنوعة باللغة الأمازيغية منها ما هو جديد. وبدا جناح دار خالفي للنشر والتوزيع خاليا من الإصدارات بالأمازيغية، حيث اكتفت بعرض إصدار واحد فقط، طبع في 2011 وجاء على صيغة رواية بعنوان (تيلاوت) (الواقع بالعربية) لمؤلفه معوشي الهادي. وعن قلة عرض الإصدارات باللغة الأمازيغية في هذا الجناح أرجع صاحب دار النشر ذلك إلى تفادي الوقوع في تكديس الكتب وعدم التوصل إلى بيعها نظرا لعدم وجود إقبال واسع من القراء. من جهتها عرضت دار التوحيدي المغربية لوحدها عناوين قليلة احتوتها بعض رفوف الجناح تتمحور حول أنطولوجيا والرمزية في الشعر الأمازيغي، وكذا دروسا في اللغة مدونة بالأمازيغية والعربية أصدرها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغي. كما اكتفت دار النشر (تافات) (النور بالعربية) المتواجدة ببجاية، بعرض عنوانين في الرواية التي أرجع صاحبها ندرة الكتاب الأمازيغي في دار نشره إلى عدم وجود مبادرات من طرف المؤلفين. بينما يجد الزائر لجناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية كتبا تعنى بالأمازيغية تتمحور حول الثقافة والتقاليد الأمازيغية والأمثال الشعبية كتبت عموما بالفرنسية. مقروئية محدودة للأمازيغية تفسر قلة الإقبال وعرضت دار النشر تيرا إصدارا جديدا لهذه السنة للباحثة الجزائرية، خديجة ساعد، وهو قاموس أمازيغي -عربي خاص باللغة الشاوية، حيث يعتبر ثمرة جهد أكثر من 10 سنوات من العمل والبحث-حسب صاحب دار تيرا-. ولقي القاموس إقبالا من طرف الجامعيين والمتخصصين في اللغة الأمازيغية، حسب ما تم معاينته. كما قامت دور نشر أخرى كدار التحدي بإعادة طبع كتاب (بورورو يحياد) لمؤلفه سعيد زعنون يتمثل في مسرحية كانت تبث عبر الأثير في الخمسينيات والستينيات، وقد كانت المحافظة السامية للغة الأمازيغية قد طبعت الكتاب سنة 2009. وتتكفل المحافظة بنشر1500 إصدار بالحرف اللاتيني والعربي في الرواية والشعر وفي البحوث اللسانية والكتب شبه المدرسية يتم تقديمها مجانا في الصالون. واعتبر ممثل المحافظة السامية سي الهاشمي عصاد أن عدد الإصدارات (قليل حقيقة) خاصة أن المحافظة تسعى لتعميم اللغة الأمازيغية. وتعمل المحافظة السامية للتعامل مع شركاء آخرين لنشر مذكرات الدكتوراه لمختلف طلبة أقسام اللغة الأمازيغية والتي تحتاج إلى تعميمها والتعريف بها. واعترف جل من الناشرين أن نسبة المبيعات للكتاب الأمازيغي تبقى لحد الساعة (مشجعة) بالرغم من الاهتمام القليل بها. وفي هذا الصدد يرى عصاد أن رواج الإصدارات باللغة الأمازيغية مرتبط بتعليم هذه اللغة في المدارس الجزائرية، بالإضافة إلى الانطلاقة الحديثة لدور النشر الناشطة في هذا المجال، إذ بدأت فعليا سنوات التسعينيات.