تمثل مشاركة الكتاب الأمازيغي المعروض في بعض أجنحة دور النشر الجزائرية والمغربية المشاركة في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، الذي تتواصل فعاليات طبعته ال 18 حتى السبت المقبل، حضورا رمزيا ظهر في الكم الضئيل لمختلف الإصدارات مقارنة باللغة العربية والفرنسية واللغات الأجنبية الأخرى. وفي مختلف رفوف أجنحة العرض لدور النشر الأربعة الخاصة كدار ”تيرا” و”الأمل” و”خالفي” و”تافات” (النور بالعربية)، بالإضافة إلى المحافظة السامية للغة الأمازيغية والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، تكاد الإصدارات بالأمازيغية بمختلف الأنواع الأدبية من الروايات والشعر لا تظهر للعيان، بالرغم من أسعارها الزهيدة، وهو نفس ما لاحظناه في أجنحة دار التوحيدي والأمان المغربيتين، حيث يعرف الكتاب الأمازيغي حضورا محتشما. وعن قلة عرض الإصدارات باللغة الأمازيغية في هذا الجناح، أرجع صاحب دار النشر ذلك إلى تفادي الوقوع في تكديس الكتب وعدم التوصل إلى بيعها نظرا لعدم وجود إقبال واسع من القراء، من جهتها عرضت دار التوحيدي المغربية لوحدها عناوين قليلة احتوتها بعض رفوف الجناح، تتمحور حول أنطولوجيا والرمزية في الشعر الأمازيغي، وكذا دروسا في اللغة مدونة بالأمازيغية والعربية، أصدرها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، كما اكتفت دار النشر ”تافات” (النور بالعربية) المتواجدة ببجاية، بعرض عنوانين في الرواية التي أرجع صاحبها ندرة الكتاب الأمازيغي في دار نشره إلى عدم وجود مبادرات من طرف المؤلفين. بينما يجد الزائر لجناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية كتبا تعنى بالأمازيغية، تتمحور حول الثقافة والتقاليد الأمازيغية والأمثال الشعبية، كتبت عموما بالفرنسية، مقروئية محدودة للأمازيغية تفسر قلة الإقبال على الكتب، وتعرض دار النشر تيرا إصدارا جديدا لهذه السنة للباحثة الجزائرية، خديجة ساعد، وهو قاموس أمازيغي - عربي خاص باللغة الشاوية، حيث يعتبر ثمرة جهد أكثر من 10 سنوات من العمل والبحث، وقد كانت المحافظة السامية للغة الأمازيغية قد طبعت الكتاب سنة 2009، وتتكفل المحافظة بنشر 1500 إصدار بالحرف اللاتيني والعربي في الرواية والشعر وفي البحوث اللسانية والكتب شبه المدرسية يتم تقديمها مجانا في الصالون. واعتبر ممثل المحافظة السامية، الهاشمي عصاد، أن عدد الإصدارات ”قليل حقيقة” خاصة أن المحافظة تسعى لتعميم اللغة الأمازيغية، وتسعى المحافظة السامية للتعامل مع شركاء آخرين لنشر مذكرات الدكتوراه لمختلف طلبة أقسام اللغة الأمازيغية والتي تحتاج إلى تعميمها والتعريف بها، واعترف جل الناشرين المشاركين في معرض الكتاب في طبعته ال 18 أن نسبة المبيعات للكتاب الأمازيغي تبقى لحد الساعة مشجعة بالرغم من الاهتمام القليل بها، وفي هذا الصدد يرى عصاد أن رواج الإصدارات باللغة الأمازيغية مرتبط بتعليم هذه اللغة في المدارس الجزائرية، بالإضافة إلى الانطلاقة الحديثة لدور النشر الناشطة في هذا المجال، إذ بدأت فعليا سنوات التسعينيات. فيما يبقى القارئ المتوافد على الصالون الدولي للكتاب وبالرغم من قلة المهتمين بالكتاب الأمازيغي يلجأ إلى القواميس والترجمات المدرجة أحيانا في بعض كتب الأشعار والأمثال الشعبية، وكذا الكتب التعليمية للغة، عساه يتقن أبجدياتها حتى ولو بشكل فردي، كي يتمكن من الاتجاه إلى كتب الأدب الأمازيغي.