انتشرت في الجزائر في الفترة الماضية، وبصورة ملحوظة، النوادي والمرافق الصحية، التي تقدم مجموعة من الخدمات المتميزة، خاصة في ظل الإرهاق والضغوط اليومية وحالات التعب والإعياء النفسي والعصبي والبدني التي يشتكي منها الكثير من الجزائريين رجالا ونساء. وبرزت بشكل أساسي حمامات "السونا"، وصالات الاسترخاء، حيث تقدم خدماتها بأسعار تنافسية، ويقبل عليها الكثيرون، سواء كانت هذه المرافق تابعة لبعض النوادي الخاصة أو ملحقة ببعض الحمامات، التي وجدت فيها فرصا حقيقية لزيادة مداخيلها، وزيادة الإقبال عليها، ما دفعها إلى إلحاق هذه الخدمات الصحية بمرافقها. وتنتشر بعدد من بلديات العاصمة، مثل هذه المرافق، المعروفة بمدى فعاليتها في علاج الكثير من الآلام والأمراض وكذا الإرهاق بشتى أشكاله، دون الحاجة إلى دفع الكثير من التكاليف، لأجل التوجه نحو الحمامات المعدنية، أو نحو النوادي الصحية الباهظة التي لا يقدر عليها إلا الأثرياء، فوجد أبناء الطبقة البسيطة والمتوسطة في هذه الأماكن ملاذا آمنا لهم ومتنفسا يخفف عنهم بعض ما يشعرون به من الم وإرهاق وتعب جسدي ونفسي وذهني. ويعد الجنس اللطيف أكثر المقبلين على هذه المرافق، خاصة تلك التي تكون ملحقة بالحمامات، فبإحدى نواحي العاصمة، يشهد حمام يضم إلى جانب الخدمات المعروفة للحمام الشعبي عادة، خدمة "السونا والماساج والجاكوزي"، بأسعار لا تزيد عن ال200 دج لكل منها، ما أدى إلى توافد الكثيرات عليه، مرات مختلفة في الأسبوع، واعترفت بعض السيدات هناك، أنهن أدمن الحضور إلى المكان، للاستفادة من تلك الخدمات خاصة وأنها تساعدهن على الاسترخاء وعلى تجديد نشاطهن وحيويتهن، والتخلص من التعب والضغط اليومي، ومشاكل العمل والبيت والأطفال وغيرها في مقابل بسيط للغاية، وان كانت بعضهن تكتفي بالحضور مرة أو مرتين في الشهر فان أخريات قلن انه يحضرن بمعدل مرتين إلى ثلاث أسبوعيا. وتساعد "السونا" على الاسترخاء والتخلص من التعب والضغوط بالإضافة إلى فوائدها الأخرى في حماية البشرة، وكذا تخفيف ألم المفاصل، وحتى المساعدة على تخفيف الوزن، وغيرها من المزايا الأخرى، حيث تعمل على تنشيط الدورة الدموية وخاصة للذين يتطلب عملهم الجلوس الطويل خلف المكاتب، وتخليص الجسم من الفضلات بسرعة حيث تعمل على تفتيح المسام العرقية، وكذا تخفيف وتهوين الألم الناتج عن التمارين الرياضية العنيفة والمفرطة، بالإضافة إلى تنشيط الجهاز التنفسي وتفتيح الممرات التنفسية، وهي تعمل أيضا على تحفيز الجلد وتذويب نسبة دهون لا بأس بها، هذا شريطة عدم الإفراط في استعمالها أو الجلوس فيها لمدة طويلة تزيد عن الحد المسموح به، بالإضافة إلى وجوب تجنبها من بعض الذين يعانون أمراضا معينة ومزمنة. كما يجذب "الجاكوزي" الذي صارت بعض الحمامات توفره أيضا، الكثيرين والكثيرات وهو عبارة عن حوض سباحة بشكل آخر، توجد به فتحات يدخل الماء من خلالها إلى المضخة وعدة مخارج ترتبط بحجم "الجاكوزي" وسعته ويعمل ضغط الماء الذي يتم توجيهه إلى بعض مناطق الجسم على تدليكها واسترخائها، ذلك أن وجود الماء المخلوط بين الماء البارد والحار وحصول الدوامات بواسطة مضخة الماء منعشة للنفس. ويعتبر حمام "الجاكوزي" مساعدا قويا في علاج كثير من الأمراض والإصابات وهو يقوي عضلات الجسم ويفتح مسام الجلد إنما لا يُنصح مريض الكلى باستعماله أو الذين يعانون من الصرع خوفا من احتمال حصول النوبة وهم في داخله.