5000 شرطي لتأمين موقعة البليدة مع اقتراب موعد المباراة الفاصلة المؤهّلة إلى مونديال البرازيل بين المنتخب الوطني لكرة القدم ونظيره البوركينابي تعيش الجزائر على وقع ما يمكن وصفه بحالة طوارئ، فلا حديث في الشارع يعلو على حديث المونديال، وقد جاءت الفوضى التي صاحبت عملية بيع التذاكر أمس السبت لترفع حرارة الاهتمام بهذا الموعد التاريخي. فبينما اكتست كثير من الشوارع حلة مميّزة بعد أن تمّ تعليق عدد كبير جدّا من الرّايات الوطنية استعدادا لمباراة الحسم التي يفصلنا عنها يومان فقط، أكّدت المديرية العامّة للأمن الوطني أمس السبت بالجزائر أن كلّ الظروف باتت مهيّأة من أجل ضمان السير الحسن لمقابلة المنتخب الوطني الجزائري مع نظيره البوركينابي المقرّرة ليوم الثلاثاء المقبل بملعب (مصطفى تشاكر) بالبليدة ابتداء من الساعة ال 15:19 لحساب إيّاب المقابلات الحاسمة المؤهّلة إلى مونديال البرازيل لكرة القدم 2014. وفي هذا الخصوص أوضح مدير الأمن العمومي مراقب الشرطة عيسى نايلي خلال لقاء تحسيسي لفائدة أعوان الملاعب الذي جرى بقصر المعارض بالصنوبر البحري (الجزائر) أن (مصالحه هيّأت كلّ الظروف واهتمّت بكلّ التفاصيل التي من شأنها أن تضمن السير الحسن لهذه المواجهة الهامّة). وبهذه المناسبة أكّد السيّد نايلي أنه بالإضافة إلى شرطة ولاية البليدة سيتمّ تجنيد 22 وحدة من وحدات الجمهورية الوطنية للأمن، مدعومة كذلك بقوات الأمن من الولايات المجاورة بعدد إجمالي يقدّر بخمسة آلاف عون أمن يسهرون على السير الحسن لهذه المقابلة. (سيتكفّل حوالي 2500 شرطي بعملية توجيه المناصرين الوافدين من مختلف الولايات، كما سيتمّ تنصيب 30 كاميرة مراقبة داخل وخارج الملعب من أجل متابعة كلّ ما يجري في الملعب وعبر الطرق الرئيسية المؤدّية إليه)، حسب ما حرص على تأكيده مدير الأمن العمومي. وأضاف المتحدّث أن الوحدات الجوية للأمن الوطني مجنّدة كذلك للتدخّل إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك، مشيرا (إلى أن مصالحه تعمل بالتنسيق الكلّي مع مصالح الدرك الوطني). وفي كلمته الموجّهة إلى مجموعة أعوان الملاعب التي حضرت هذا اللّقاء التحسيسي قال مراقب الشرطة عيسى نايلي: (أنتم شباب تنتمون إلى الفئة العمرية ما بين 20 و30 سنة، هذه الشريحة العمرية ستكون حاضرة بقوة يوم المقابلة، وعليه فإننا نعتمد عليكم لتكونوا قدوة يحتذى بها، خاصّة وأن دوركم يوم المقابلة سيتمثّل في الاستقبال والتوجيه والكلمة الطيّبة والتدخّل في حال الضرورة). لا خوف على البوركينابيين استغلّ السيّد نايلي هذه الفرصة لتوجيه نداء للمناصرين الذين لا يملكون تذاكر الدخول بعدم المغامرة ومحاولة الدخول إلى الملعب بطرق خطيرة من أجل تسهيل عمل أعوان الأمن، فيما يجب أن يكون القصّر مرفوقين بأوليائهم. في هذا السياق، طمأن السيّد نايلي أن المناصرين الذين سوف لن يسعفهم الحظّ لمتابعة المقابلة من المدرّجات سيمكنهم متابعة مجريات اللّقاء من خلال الشاشات العملاقة التي ستوضع في المدينة. وبخصوص التذاكر المزوّرة حذّر السيّد نايلي من أن كلّ شخص تسوّل له نفسه تزوير هذه التذاكر سينال العقوبه الصارمة التي ينصّ عليها القانون، موضّحا: (نحن نملك كلّ التجهيزات الكفيلة بكشف التذاكر المزوّرة، هذا التحذير ينطبق كذلك على الأشخاص الذين سيحاولون إدخال الألعاب النّارية إلى المدرّجات)، كما خلص إليه المتحدّث. وفي تطرّقه إلى قدوم المنتخب والصحفيين والمناصرين البوركينابيين أكّد مدير الأمن العمومي أنهم سيلقّون كلّ الترحيب، (وسنعمل على ضمان أمنهم وإقامتهم الطيّبة طيلة الأيّام التي سيقضونها بالجزائر). (قمنا بإعداد إجراءات خاصّة للفريقين خلال مختلف تنقّلاتهم، فيما خصّصنا لمناصري المنتخب البوركينابي مكانا محدّدا بملعب مصطفى تشاكر، لدينا الخبرة والإمكانيات الكافية لضمان السير الحسن للمقابلة)، كما حرص على تأكيده السيّد نايلي. ومن جهته، أكّد رئيس المنظّمة الوطنية لرعاية الشباب السيّد عبد الكريم عبيدات الذي حضر أشغال هذا اللّقاء التحسيسي إنه من بين مجموع ال 500 عون أمن المكوّنين على المستوى الوطني سيتمّ تجنيد 300 منهم في مواجهة المنتخب الوطني الجزائري ونظيره البوركينابي. (لقد استفادوا من تكوين لمدّة ستّة أشهر تحت إشراف المديرية العامّة للأمن الوطني وكلّهم رياضيون في مختلف الاختصاصات: كرة القدم والكراتي والجيدو، هذه المقابلة ستكون تجربتهم الثانية في الميدان بعد التجربة الأولى النّاجحة في المقابلة التي جمعت المنتخب الوطني الجزائري بنظيره الليبي في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013)، كما أوضحه السيّد عبيدات بلهجة مفتخرة، مشيرا إلى أن تسمية (عون ملعب) ستزول في الأيّام القليلة المقبلة لتعوّض ب (المربّي الوقائي الجواري). تجدر الإشارة إلى أن المنتخب الوطني سيكون مطالبا في هذه المقابلة بتدارك تأخّره بهدف واحد فقط من أجل ضمان تأهّله إلى العرس العالمي بالبرازيل 2014 بعد أن كانت مقابلة الذهاب التي جرت يوم 12 أكتوبر الماضي بواغادوغو قد انتهت بنتيجة (3-2) لصالح المنتخب البوركينابي.