قتل أكثر من أربعين شخصا وأصيب عدد غير محدد بجروح في انفجار وقع أول أمس بمستودع للذخيرة بجنوب ليبيا، في حين قالت مصادر طبية بمدينة بنغازي شرق البلاد إن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب آخران بجروح في اشتباكات مع مسلحين قرب منطقة سيدي خليفة شرق المدينة. نقلت وكالة (رويترز) للأنباء عن مصدر أمني ليبي قوله إن الانفجار بالمستودع وقع قرب مدينة سبها بينما كانت مجموعة من السكان المحليين ومهاجرون أفارقة يحاولون سرقة ذخيرة، مشيرا إلى أن عدد القتلى المذكور هو حصيلة أولية، إذ يتوقع ارتفاعه لاحقا جراء الإصابات الخطيرة التي لحقت بالجرحى. وكان الحاكم العسكري لمناطق جنوب ليبيا (إقليم فزان) العميد محمد الذهبي قد أعلن عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة 15 آخرين بجروح في الانفجار الذي ضرب مستودع سلاح وذخيرة تابعا للجيش في منطقة براك بوادي الشاطئ التي تبعد نحو 60 كلم شمالي مدينة سبها عاصمة إقليم فزان في أقصى الجنوب الليبي. وأوضح الذهبي أن مجموعة مجهولة حاولت التعدي على المستودع (ما نجم عنه هذا الحادث المؤسف). ومن جهته، قال اللواء محمد الضبي -وهو قائد عسكري إقليمي بفزان- إن الانفجار ربما يكون قد نتج عن سوء التعامل مع الذخيرة. وتحدث التلفزيون الرسمي عن سقوط (قتلى وجرحى) من دون تحديد عددهم، وقال إن (مجموعة من المدنيين) هاجمت المستودع بهدف سرقة النحاس الموجود في الذخائر مما سبب سلسلة انفجارات. ونقل التلفزيون عن أحد الجرحى قوله إن مهاجرين أفارقة بين المهاجمين. يُشار إلى أن مخازن أسلحة وثكنات للجيش ظلت تتعرض باستمرار للهجوم والسرقة في هذه المنطقة الصحراوية. وفي مدينة بنغازي قالت مصادر طبية إن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب آخران بجروح في اشتباكات مع مسلحين قرب منطقة سيدي خليفة شرق المدينة. وقال الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة بالمدينة إبراهيم الشرع إن دورية تابعة للجيش تعرضت لكمين بعد أن قبضت على أربعة أشخاص كان بحوزتهم خمسون ألف دينار ومتفجّرات. وقال قائد القوات الخاصة في بنغازي ونيس بو خمادة في مؤتمر صحفي إن ما حدث هو اشتباك مع مجموعة من أنصار الشريعة وثلاثة جنود من مشاة البحرية قتلوا في هذا الاشتباك. وأكد بو خمادة أن حصيلة القتلى ثلاثة والجرحى ثلاثة، وأن المواجهات بين الجيش وإسلاميي أنصار الشريعة امتدت لاحقا إلى أحياء أخرى من المدينة، وحذّر من أن أعمال العنف في بنغازي تشكل (مفترقا خطيرا)، داعيا الحكومة والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) إلى الاضطلاع بمسؤولياتهما. وفي ظل استمرار تدهور الأوضاع الأمنية، قررت الأممالمتحدة إرسال وحدة خاصة مكونة من 235 رجل إلى ليبيا لحماية موظفيها ومنشآتها. وستتولى وحدة الحماية -التي يرجح أن تتكون من عناصر مهمات السلام التابعة للأمم المتحدة- حراسة مقر المنظمة الدولية في طرابلس، ويمكن أن تساعد هذه القوة عند الضرورة في إجلاء أعضاء مهمة الأمم المتّحدة المائتين العاملين في ليبيا.