قوات القذافي تقتل العشرات في هجوم بالمدفعية و الدبابات على الزاوية قناصة يطلقون النار على الجرحى تمكن المحتجون صباح أمس من صد هجوم شنته قوات القذافي على بلدة الزاوية بغرب ليبيا، بعد نشوب معارك عنيفة سبقها قصف مدفعي مركز على البلدة لم يستثن السكنات ومنازل المواطنين حسب ذات المصادر. وهي المعركة التي خلفت حسبما أكده طبيب من عين المكان لوكالة “رويترز” 30 قتيلا على الأقل معظمهم من المدنيين سقطوا أثناء قتال بين قوات والمحتجين في البلدة أمس السبت، مضيفا أنه متأكد من هذا الرقم وأن عدد القتلى أعلى. وأكد متحدث باسم المحتجين لوكالة “رويترز” دائما أن كتائب القذافي الأمنية دخلت البلدة في حدود الساعة السادسة صباحاً بقوات تتألف من مئات الجنود وعديد الدبابات، وذكر شاهد عيان أن البلدة شهدت اشتباكات وقتل العديد من سكانها مشيراً إلى حدوث “إبادة جماعية تامة”، وأضاف أنه تم إطلاق “شرس” للنيران في كل المناطق، وأن الدبابات التي تمركزت في جميع أركان الميدان وأغلقت جميع الطرق استخدمت بالإضافة إلى الأسلحة الثقيلة لتوفير غطاء للجنود، قبل أن يتم صدّ الهجوم من المحتجين المسلحين من أهل الزاوية الذين تجمعوا بعد ذلك في ميدانها الرئيسي، وأكد بعض سكان المدينة أنه تم قطع الكهرباء عن معظم أجزاء المدينة منذ مساء أول أمس قبل أن يغزوها أكثر من ألفي جندي تابعين للقذافي قبل بزوغ فجر أمس وهم مسلحون بالدبابات وسيارات الجيب العسكرية والذين دخلوا المدينة من ثلاثة محاور، وأضافوا أن الاشتباكات بدأت الساعة السادسة صباحا واستمرت حتى العاشرة حيث تمكن المحتجون من دحر قوات القذافي وإعطاب أربع دبابات وأكثر من أربع سيارات عسكرية مستخدمين في ذلك قنابل يدوية محلية الصنع، وأشارت ذات المصادر إلى مقتل ثمانية جنود وأسر ثلاثة آخرين، في حين قتل حسبهم نحو 25 من المحتجين وأصيب أكثر من 40 بجروح، موضحين أن قوات القذافي تعيد حاليا تمركزها على بعد 15 كيلومترا شرق الزاوية، وأشار ناشط سياسي في اتصال هاتفي مع “قناة الجزيرة” إلى الصعوبة البالغة التي يواجهونها في إسعاف الجرحى، مؤكدا أن القناصة كانوا يطلقون النار على المصابين بهدف قتلهم. وفي شرق البلاد أكد المحتجون أنهم يوسعون “زحفهم” غربا بعد طرد قوات مؤيدة للقذافي من بلدة رأس لانوف النفطية قبل يومين، وأكدوا لوكالة “رويترز” أن مقاتليهم يسيطرون حاليا على بلدة بن جواد الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتراً غربي رأس لانوف، والتي تبعد بنحو 255 كيلومتراً شرق طرابلس، وأضافوا أنهم في منطقة هراوة على بعد ما بين 12 و15 كيلومتراً بعد بن جواد. كما ذكر مراسل القناة في بنغازي، أن عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح معظمهم مدنيون سقطوا أمس في انفجار ضخم استهدف مخازن ذخيرة في بلدة وادي القطارة شرق مدينة بنغازي مضيفا أن الانفجار الذي وقع في منطقة يسكنها عمال آسيويون كان شديدا وتناثرت أشلاء بشرية وقطع سيارات وأبنية على بعد مئات الأمتار من مركز الانفجار، فيما غصت مستشفيات المدينة بجثث ولا زال البحث جاريا عن ضحايا آخرين بين أنقاض الدمار. من جانب آخر، عقد المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لإسقاط القذافي والإعداد لانتقال سياسي، أول اجتماع رسمي له أمس في مكان لم يكشف، حسب ما ذكره مصطفى غرياني الناطق باسم المجلس لوكالة “فرانس برس” الذي رفض الإفصاح عن موعده بدقة أو مكانه لدواع قال أنها أمنية. ويؤكد مراقبون للوضع في ليبيا أن الهجمات المضادة التي شنتها قوات القذافي الأسبوع الماضي تؤكد أنه لن يرحل في هدوء أو بسهولة نسبيا كما حدث في مصر وتونس، وذلك في ضل شبح الحرب الأهلية الذي لاح في أفق ليبيا ما لم يتم حسم الأمر سريعا. وقد أكدت مصادر طبية سقوط ما لا يقل عن 37 قتيلا أول أمس الجمعة في اشتباكات مسلحة وقعت حول منطقة راس لانوف، وذكرت ذات المصادر أمس السبت أن إجمالي عدد القتلى قد يرتفع مع اكتشاف المزيد من الجثث، في حين أشار المحتجون أن قوات القذافي قصفت مستودع ذخيرة يوم الجمعة في منطقة الرجمة على مشارف بنغازي ثاني أكبر المدن، وقال طبيب طلب عدم نشر اسمه من مستشفى الشهداء في بنغازي الذي نقل معظم ضحايا انفجار مستودع الذخيرة إليه أن عدد القتلى يبلغ 19، وأكد أن معظم القتلى من سكان المنازل القريبة من القاعدة العسكرية .