أثارت المعلومات الواردة بتقرير يعمل المرصد الأورومتوسطي على إنجازه ويتحدث عن احتمال تجنيد إسرائيل لمرتزقة من أوروبا وأميركا للانخراط بجيش الاحتلال لمحاربة الشعب الفلسطيني، حفيظة أوساط إسرائيلية وصفت المعلومات بالمغلوطة، مؤكدة بالمقابل وجود مبادرات لتجنيد يهود المهجر واستقدامهم للانخراط في الجيش والمشاركة في العمليات القتالية. ووصف الناشط بمنظمة (كسر الصمت) يهودا شاؤول المعلومات الواردة في التقرير بالهذيان ومن نسج الخيال، لافتا إلى أن منظمته -التي ينشط فيها العديد من الجنود المسرّحين- تستبعد إقدام إسرائيل على تجنيد المرتزقة من أوروبا وأميركا للانخراط في الجيش مقابل المال، لكنه تحدث عن تجنيد ليهود المهجر تشرف عليه وحدة المتطوعين من الخارج (ماحل). واستعرض شاؤول، وهو ضابط سابق بجيش الاحتلال، في حديثه نشاط وحدة (ماحل) فقال إنها تعمل على تجنيد الشباب اليهود من جميع أنحاء العالم وتستقدمهم للانخراط في الجيش الإسرائيلي، حيث تقتصر خدمتهم العسكرية على عام ونصف العام، ويحظون بامتيازات ودعم من المؤسسة الأمنية التي تتكفل بهم خلال الخدمة، مع منحهم الجنسية الإسرائيلية وحرية اختيار البقاء أو العودة إلى دولهم. وشدد شاؤول، الذي كان تحت إمرته جنود من المهجر، على أن جميع من يتم استقدامهم من خارج إسرائيل للتطوع والخدمة العسكرية بالجيش هم من اليهود أو لديهم جذور يهودية، وينخرطون في مختلف فصائل الجيش وضمنها الوحدات القتالية (جفعاتي) و(ناحال) التي تنشط بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وانضم الإعلامي المختص في الشؤون العربية والفلسطينية يواف شطيرن إلى شاؤول في نفي المعلومات الواردة بتقرير المرصد الأورومتوسطي، وأوضح أن الوحدة العسكرية (ماحل) عملت منذ عقود طويلة على جلب شباب يهود من الجنسين من جميع أنحاء للعالم لإسناد الجماعات اليهودية المسلحة التي كانت تحارب القوات العربية بفلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني. وأكد أن إسرائيل ليست بحاجة إلى مرتزقة، حيث يعتمد الجيش الإسرائيلي على تجنيد وتدريب المواطنين، وبالمقابل تواصل الجمعيات اليهودية بالشتات بالتعاون مع وحدة (ماحل) استقدام يهود المهجر للانخراط بالجيش. وذكر شطيرن أن ظاهرة استقدام يهود المهجر لدعم القوات الإسرائيلية لم تتوقف منذ فترة الانتداب وتواصلت خلال حرب عام 1948 ليشاركوا بإقامة دولة إسرائيل، كما برزت مشاركتهم خلال الحروب التي تم خوضها مع الدول العربية، لافتا إلى أن الجيش يساهم في تعزيز مشاعر جميع يهود العالم بالانتماء إلى (الوطن إسرائيل) وتوثيق الروابط بين الشعب اليهودي. وفي تعقيبه على فحوى ما ورد في التقرير، قال منسق حركة شباب ضد الاحتلال والاستيطان عيسى عمرو إن (الجيش الإسرائيلي لا يدفع المال وهو ليس بحاجة إلى تجنيد مرتزقة لمحاربة الشعب الفلسطيني، لذا أنا على قناعة تامة بعدم وجود هذا النوع من التجنيد، لكن الملفت للنظر والصحيح هو تنامي ظاهرة استقدام يهود من أوروبا وأميركا، وانخراطهم بجيش الاحتلال للخدمة بالأراضي الفلسطينية) المحتلة. وسرد عمرو معاناة الشعب الفلسطيني جراء ممارسات جنود يهود المهجر الذين يحملون أيديولوجيا تحقيق حلم الحركة الصهيونية بإقامة (أرض إسرائيل الكبرى)، ويعتقدون أنه (تم استقدامهم لتحرير الأرض وحماية اليهود من الفلسطينيين الذين يعتبرونهم أعداء وإرهابيين)، لذا (تجدهم برأس الحربة خلال عمليات قمع المواطنين واقتحام منازلهم والانتشار على الحواجز والمعابر العسكرية ليحولوا بعنصريتهم وحقدهم حياة السكان إلى جحيم). ونبه إلى أن جميع دول العالم وحسب الأعراف الدولية تسقط الجنسية عن مواطنيها في حال انخراطهم في جيش الدولة الثانية التي يحملون جنسيتها حتى وإن كانت صديقة، (إلا في إسرائيل، حيث يتم استقدام يهود المهجر من مختلف الجنسيات للانخراط في جيش الاحتلال، ويعودون لدولهم مع مكافأة نهاية الخدمة بالحصول على الجنسية الإسرائيلية). واستغرب عمرو كيف تسمح أوروبا وأميركا بهذا النهج فتجيز لمواطنيها الذهاب إلى إسرائيل ومشاركة جيش الاحتلال في قمع الشعب الفلسطيني والتنكيل به، ورأى في صمت المجتمع الدولي حيال استقدام يهود المهجر دعما خفيا لهؤلاء الجنود من حملة الجنسية المزدوجة ممن يصرون على المشاركة في محاربة الشعب الفلسطيني.