تسلمت اللجنة الولائية المكلفة بمعالجة ملفات الكفالة بتيزي وزو منذ جويلية 2011 إلى ديسمبر الجاري 158 طلب من طرف عائلات من أجل التكفل بأطفال مسعفين حسب ما علم من مديرية النشاط الاجتماعي. وصرح مدير النشاط الاجتماعي الذي هو رئيس نفس اللجنة أن تزايد عدد طالبي الكفالة بهؤلاء الأطفال (يبرهن على تراجع الأحكام المسبقة تجاه هذا النشاط الاجتماعي)، مشيرا أن المقصود من الكفالة هو التكفل بطفل هجرته عائلته وأنه (ينبغي التفريق بين الكفالة والتبني). وتضمن حاليا مؤسسة الطفولة المسعفة ببوخالفة التكفل ب 32 طفلا يتراوح سنهم بين شهرين و 13 عاما (منهم يتامى من الأب والأم ومنهم أطفال أنجبوا بزواج لم يتم تسجيله في الحالة المدنية وآخرون أطفال مسعفون)-كما أوضحت السيدة محمدي نادية، مشيرة أنه يوجد من بين هؤلاء الأطفال 15 معاقا أو مصابا بأمراض مزمنة. وأضافت مديرة مؤسسة الطفولة المسعفة أن هذه الفئة الأخيرة من الأطفال (تتطلب حماية فائقة)، مشيرة أنه لم يتم تسجيل أية حالة وفاة خلال 2013 في صفوف نزلاء هذه المؤسسة (التي تضمن الكفالة لهم حسب المعايير التي وضعتها اليونيسيف). وعلى الميدان فإن الحصيلة المقدمة من طرف نفس المسؤولة تشير إلى تسليم 17 طفل من مجموع 46 التي استقبلتها دار الحضانة لبوخالفة سنة 2013 لعائلات منها 15بالوطن واثنان خارج الوطن في الوقت الذي استرجعت أمهات 11 ابنا لها. وأفادت نفس المديرة من جهة أخرى أنه تم تمديد أجل إقامة الطفل بمؤسستها (للسماح للأم الحقيقية من مراجعة قرار استرجاع أو ترك الطفل) وكذا (منح إعانة تتراوح بين 000 10 و000 40 دج في السنة لكل أم قامت باسترجاع ابنها)، فضلا عن (إمكانية إدماجها في أجهزة التشغيل التي تسيرها مديرية النشاط الاجتماعي). العنف ضد الأطفال.. جريمة ضد المجتمع أكد مشاركون في إطلاق مبادرة (مكافحة العنف ضد الأطفال) التي تنظمها منظمة اليونيسف، بالجزائر العاصمة على ضرورة كشف هذا الفعل ضمن المجتمع لضمان تكفل أحسن بهذه الظاهرة التي تهدد مستقبل الأطفال. وفي مداخلة حول العنف الجنسي والمنزلي تجاه الأطفال أكدت ممثلة وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة خديجة لعجال على ضرورة التكفل (بشكل جدي) بهذه الظاهرةالاجتماعية قبل أن تأخذ أبعادا خطيرة. وأضافت أن هذا العنف الممارس ضد الأطفال (يفرض علينا التحلي بالشجاعة للتبليغ عن مرتكبيه والتحرك كمواطنين)، ملحة على ضرورة التحرك من أجل وضع حد لهذه الظاهرة. ومن جهته سجل رئيس شبكة (ندى( لحماية الطفولة عبد الرحمن عرعار أن العنف الجنسي يعد من أشكال العنف الأصعب معالجة، موضحا أن (هذا الفعل المشين يمس بشكل مباشر كرامة الإنسان). ومن جهتها صرحت رئيسة شبكة (وسيلة) وسيلة شيتور أن أعمال العنف الجنسية لها انعكاسات سلبية، مشيرة إلى أن (أكثر من 80 بالمائة من الأطفال وقعوا ضحاياأقاربهم). واعتبرت رئيسة مركز الإعلام حول حقوق الأطفال والنساء نادية آيت زاي أن الإطار التشريعي الذي يحمي الطفل من كافة أشكال العنف (يعاني من عدم التطبيق). وأضافت أن (قانون العقوبات يتضمن عقوبات و يحدد أشكال العنف ولكن العقوبات لا تستجيب في معظم الحالات لانشغالات المجتمع المدني الذي يصفها بغير الكافية). وبخصوص العنف في الوسط المدرسي أشارت ممثلة وزارة التربية تسعديت صاهب إلى أن حالات العنف التي تسجل في المدرسة (تعد نتيجة منطقية لمختلف أشكال العنف التي تحدث داخل الأسرة والمجتمع). وأوضحت أن وزارة التربية (تتابع عن كثب العنف الذي قد يستهدف الأطفال و أن مديري المؤسسات أمروا بتطبيق القانون). ومن جهته أوضح المكلف بالتربية بمنظمة اليونيسف محمد خان أن الأمر يتعلق بظاهرة عالمية لا تخص الجزائر فقط.