دفعت الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها العديد من جامعات القطر الوطني، والتي يعد طلبة نظام الآلمدي محركا فاعلا وأساسيا لها الحكومة إلى التحرك العاجل لإصلاح ما يمكن إصلاحه، حيث كشف الوزير الأول عبد المالك سلال أمس الأربعاء من ولاية عين تيموشنت عن صدور منشور يتعلق بمعادلة شهادتي النظام الجامعي الكلاسيكي (الليسانس) وشهادة نظام (ليسانس-ماستر-دكتوراه) (أل.أم.دي) الأسبوع المقبل. هذا الإعلان الذي من شأنه طمأنة مئات الآلاف من الطلبة المعنيين، جاء عقب استماعه للإنشغالات التي طرحها عدد من الطلبة بالمركز الجامعي لعين تيموشنت إحدى المحطات المدرجة ضمن زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها الى هذه الولاية، والتي صبت حول المشاكل التي تصادفهم في التوظيف بعد تخرجهم من الجامعة. وفي هذا السياق، أوضح الوزير الأول أن هذا المنشور تم إعداده بالتنسيق مع المديرية العامة للوظيفة العمومية، داعيا إلى (محاربة البيروقراطية على كل المستويات). وتابع السيد سلال قائلا: (لقد استثمرنا كثيرا في الجامعات ولدينا فرصة اليوم لنواكب التحولات المتسارعة في عالم التكنولوجيات الحديثة، مشددا على أن الجزائر يتعين عليها اليوم أن تتحول إلى (قوة تكنولوجية حقيقية بالنظر الى الإمكانيات البشرية الهائلة التي نتوفر عليها). كما جدد التأكيد على الجهود التي تبذلها الدولة لتشجيع الأدمغة والطاقات الوطنية بالخارج للرجوع إلى أرض الوطن للإستفادة من خبراتها. وبعين المكان، تحدث الوزير الأول إلى عدد من الطلبة التشاديين قائلا: (نحن هنا لمد يد العون لإفريقيا لأن مصيرنا واحد وإفريقيا هي عالم الغد). وقام الوزير الأول عبد المالك سلال أمس الأربعاء بزيارة عمل وتفقد لولاية عين تيموشنت، التي اندرجت في إطار تنفيذ برنامج التنمية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. واطلع الوزير الأول خلال هذه الزيارة التي دامت يوما واحدا على مدى تجسيد وتقدم برنامج التنمية الإقتصادية والإجتماعية لهذه الولاية من غرب البلاد، حيث عاين ودشن عدد من المشاريع التي تخص قطاعات الطاقة والسكن والعمران والتعليم العالي والبحث العلمي. دشن سلال الذي كان مرفوقا بوفد وزاري هام في مستهل هذه الزيارة، محطة توليد الكهرباء المنجزة بمنطقة تارقة (دائرة العامرية) التي أنجزت في ظرف 45 شهرا، حيث إنطلقت أشغالها في فيفري 2008 وإنتهت في شهر نوفمبر 2012 بتكلفة تقدر ب 9ر1 مليار دولار أمريكي، وتقدر طاقتها الإنتاجية ب 1.200 ميغاواط، بالإضاقة إلى أنها تندرج ضمن برنامج إستعجالي يرمي إلى الرفع من قدرات الإنتاج كما ستضمن المحطة دعم معتبر من الطاقة الكهربائية وتساهم في تأمين تزويد البلاد بالطاقة مع إمكانية التصدير. وأبدى السيد سلال خلال زيارته لهذه المنشأة إهتمامه بمختلف مكوناتها كما تلقى شروحات حول مراحل إنتاج الطاقة الكهربائية، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على البيئة وتشجيع الإستثمار الخاص في هذا المجال. كما إقترح أيضا توجيه مياه البحر المستعملة في تبريد المنشآت إلى نشاط تربية المائيات. ومن جهة أخرى، تفقد الوزير الأول بعاصمة الولاية مشروع إنجاز 1.000 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار، ويشمل هذا المشروع المسجل في عام 2013 والذي أوكلت عملية تجسيده لمؤسسة صينية إنجاز على مستوى الطريق المؤدي إلى بلدية شعبة اللحم 1.000 وحدة سكنية، منها 500 مسكن من فئة ثلاث غرف وعدد مماثل من فئة أربع غرف في غضون 24 شهرا، الشيئ الذي سيسمح باستحداث 300 منصب شغل. وقد أبرز مدير السكن والتجهيزات العمومية أن الولاية إستفادت منذ 2009 ما يقارب 31.675 وحدة سكنية من مختلف الصيّغ منها 2.974 أنجزت و17.441 مسكن توجد في طور التجسيد و3.260 مسكن قيد الإنطلاق. كما إستمع السيد عبد المالك سلال لشكاوي ممثلين عن 300 مكتتب ضحايا إحتيال مرقي عقاري الذي لاذ بالفرار دون تجسيد مشاريعه. وقد طمئن الوزير الأول محدثيه مشيرا إلى أن هذا المرقي سيكون محل بحث وسيحال أمام العدالة كما سيستفيد الضحايا من سكنات خاصة في إطار صيغة السكن العمومي المدعم. وفي سياق ذي صلة، أشرف سلال على تدشين ملحقة جامعية تضم 2.000 مقعد بيداغوجي إلى جانب إطلاق مشروع إنجاز 2000 مقعدا بيداغوجي آخر استفاد منها المركز الجامعي لعين تموشنت ما يسمح بمضاعفة قدرات الإستقبال بهذه المؤسسة للتعليم العالي. وترأس السيد عبد المالك سلال في ختام زيارته لولاية عين تموشنت،، اجتماع عمل بحضور المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني لمناقشة واقع التنمية بالولاية ودراسة سبل ووسائل تدارك النقائص.