تميل أكثر المراهقات الى الإعتقاد أن الوزن الزائد هو مصدر إخراج لهن في المجتمع، خصوصا بين صديقاتهن،لذا تعتبر الفتاة النحيفة أنها أجمل وأكثر أناقة وتلقى إهتماما بالغا ممن حولها وإعجابا وقبولا لمظهرها وهذاهو أهم جانب في تكوين نظرة المراهقة السلبية تجاه جسدها، فهي تريد أن تحافظ على هذا القبول الدائم من طرف الآخرين لها، وقد يتحوّل تفكيرها الى حالة مرضية تنشغل فيها بمقارنة جسدها ومظهرها الخارجي بالآخرين، تم اللجوء الى إنقاص الوزن المتعمد من دون الإستناد الى نظام غذائي متوازن والأخطر من هذا تتحول هذه الحالة الى مرض يسمى بالأنوركيسيا وهو عندما يمتنع الشخص بإرادته عن الطعام وأحيانا يستمر هذا الوضع لأسابيع طويلة، فلا يتناول إلا القليل منه بدافع إضطراب نفسي في محاولة منه الى إنقاص وزنه خلال فترةوجيزة، أو اللجوء الى حيل أخرى تعود على جسمهن بالضرر لكن المهم لديهم هو الحصول على قوام رشيق يشبه تلك الممثلة أو المغنية أو العارضة خصوصا وأن الفضائيات أصبحت تلعب دورًا هاما في تحديد أشكالهن وهندامهن * حنان بنت 17من العمر ممن إلتقيناهن تقول: كنت أزن نفسي يوميا لأرى إذا كان ثابتا على نفس القوام وأشعر بالإحباط الشديد إذاوجدت أن وزني آخذ في الزيادة، فأن كغيري من الفتيات وأحلم بأن يكون جسدي كتلك العارضات والممثلات اللواتي أشاهدهن على الفضائيات، أما هدى (19سنة) فتقوللم أكن أفكر في شيء إلا في كيفية فقد كيلو غرامات من وزني لأنني كنت أشعر دائما بأنني بدينة رغم أن كل من حولي يقول لي العكس، فكنت أتابع كل أنواع الرجيم والحصص التي تقدم الحميات الغذائية وأستعمل كل الطرق للحصول على جسم نحيل بل رشيق بالدرجة الأولى الى درجة أنني في بعض الأحيان أحرم نفسي من الطعام لأيام وهذا عند ما أجد نفسي قد زدت بكيلوغرام أو أكثر، هذا لأنني كنت أذهب لشراء ملابس لي وكانت كلماوقع نظري على ثوب جميل وجذاب أجده لا يناسب مقاسي· إن فكرة النحافة تبدأ في سن المراهقة لدى الفتيات رغبة منهن في الظهور بصورة مغايرة؛ ففي هذه الفترةالعمرية تبدأ الفتاة في تكوين شخصيتها من خلال مجموعة من المظاهر ومن بينها تحسين شكلها وصورتها أمام الأخرين، ومع ما ينقله الإعلام اليوم لهؤلاء المراهقات فإن البحث عن القوام الرشيق أصبح هاجس كل فتاة وهذاما أكدته لنا أمال (21 سنة) عندما كنت أدرس في المتوسطة لم تكن لدى فكرة الإهتمام بوزني، وعندما ذهبت الى الثانوية بدأت الفكرة تراودني شيئا فشيئا الى أن إلتحقت بالجامعة فبدأت هذه الفكرة تسيطر على كل فكري وتشغلي كثيرا لأن كل زميلاتي كن يسعين نحوالرشاقة وحسن الهندام ويبحثن عن الرجيم الذي يحافظ على هذه الرشاقةالدائمة ففي ظل المغريات عبر القنوات الفضائية يزداد تهافت الفتيات على أنواع الريجيم المختلفة للظهور بشكل يشبه احدى الممثلات أو العارضات وهذا حلم كل فتاة· * أما إيمان (15سنة)تقول أنها كنت أنظر في المرآة بشكل دائم لأرى مدى الزيادة التي لحقت بجسدي،بل بكل سنتمتر زاد عليه، وأظل أسأل إن كان شكلي مقبولا وإن كنت بحاجة لإنقاص وزني أكثر حتى وصلت بي الأمور في محاولة لإنقاص وزني بإجبار نفسي على التقيوء بعدما كنت أتناول طعامي لأنني أخاف السمنة واليوم أعاني من مشاكل صحية، وقد دخلت المستشفى لفترة حتى أعالج من آثار ذلك حتى اليوم