تسحب في منتصف نهار اليوم قرعة الدور ثمن النّهائي لدوري أبطال أوروبا بمشاركة 16 فريقا يمثّلون خيرة الأندية ليس الأوروبية فحسب، بل العالمية، وفي مقدّمتها حامل لقب الطبعة الأخيرة بايرن ميونيخ ووصيفه بوروسيا دورتموند، إضافة إلى الرّيال، البارصا، ألمان يونايتد، ألمان سيتي، تشيلسي، باريس سان جرمان وغيرها من الأندية التي المرشّحة لتجاوز عقبة الدور المقبل على الأقل على غرار أتلتيكو مدريد. بن عبد القادر في نظرة خاطفة عن هوية الفرق المتأهّلة إلى الدور ثمن النّهائي نجد أن نصف هذه الأندية من ألمانيا وإنجلترا، وذلك بعد تألّقها المُبهر في الدور الأوّل للبطولة، لتترقّب الخطوة التالية التي ستسير عليها وفقا لقرعة الدور ثمن النّهائي (شبه الموجّهة) بعد أن حجزت نصف أضلاعه كاملة بتأهّلها عن مجموعاتها وسط ضياع إيطالي برتغالي فرنسي غير مسبوق. جلّ الأندية سبق لها التتويج تبقى أندية ريال مدريد الإسباني (تسعة ألقاب)، ميلان الإيطالي (سبعة ألقاب)، بايرن ميونيخ الألماني (خمسة)، برشلونة الإسباني (أربعة)، مانشستر يونايتد الإنجليزي (ثلاثة)، بوروسيا دورتموند الألماني وتشيلسي الإنجليزي (لقب) من بين الأندية التي ستدافع عن رفعها للّقب بأوقاتٍ سابقة، وهو ما يشير أيضا إلى وجود أكثر من نصف الأندية المتأهّلة إلى الدور الثاني التي لم يسبق لها وأن نالت شرف التتويج. إبهار ألماني الألمان الذين حصلوا على مقاعدهم الأربعة ابتداءً من النّسخة السابقة حسب التصنيف الأوروبي بدلا من الطليان (حصلوا على ثلاثة مقاعد) أثبتوا علو كعبهم، فصعدت فرقهم الأربعة إلى دور ال 16 بعدما كانت ثلاثة منها قد وصلت إلى هذا الدور في الموسم المنصرم. وحصلت أندية بايرن ميونيخ ودورتموند وشالك وبايرن ليفركوزن على 47 نقطة في هذا الدور مقسّمةً ما بين 15 لبايرن (الموسم الماضي 13) و12 لبوروسيا دورتموند (الموسم الماضي 14) ولشالك عشرة (أقل بنقطتين من الموسم المنصرم)، وهو ذات رصيد بايرن ليفركوزن. حيث حقّقت أندية (البوندسليغا) 15 انتصارا في المسابقة وتعادلت مرّتين وخسرت في سبعة، فتربّع بايرن ودورتموند على رأس مجموعتيهما كما فعلا السنة الفائتة، إلاّ أن شالك أصبح ثانيا بعد أن كان متصدّرا، وأتى ليفركوزن خلف مان يونايتد. الأرقام المزعجة للألمان أمّا الأرقام المزعجة للألمان فتتحدّث عن أنه ومنذ أن تمّ تعديل المسابقة بعد 2002 - 2003 (أصبح الدور ثمن النّهائي يقام بنظام خروج المغلوب بدلا من تقسيم الفرق المتأهّلة على أربع مجموعات)، لم تتأهّل كامل الفرق الألمانية المشاركة إلى الدور ثمن النّهائي سوى مرّة واحدة في 2004 - 2005 ووقتها خرج فيردر بريمن وليفركوزن من الدور نفسه وتبعهما بايرن من ربع النّهائي، إلاّ أن تطوّر الكرة الألمانية تمّ إثباته في الموسم الماضي الذي شكّل فيه بايرن ودورتموند طرفي المباراة النّهائية التي آلت نتيجتها للأوّل. أرقام الإنجليز تؤكّد وجود أحدهم في النّهائي الإنجليز يُعدّون أكثر المستفيدين من النّسخة الحالية وقد حقّقوا قفزة نوعية بعدما كان آخر تأهّلٍ لفرقهم الأربعة في العقد الأخير موسم 2010 - 2011، ومن حسن حظّهم أن الأرقام تؤكّد وجود طرف إنجليزي حتما في النّهائي إذا ما تأهّلت الفرق الأربع المشاركة في البطولة، وهو ما حدث في آخر تأهّلٍ لهم وفي (2006 - 2007) و(2007 - 2008) و(2008 - 2009) شهدت ثلاثة فرق إنجليزية في نصف النّهائي، وكذلك في 2004 - 2005. ونجد هذا الموسم أن مانشستر يونايتد أكثر الإنجليز ألقابا من الموجودين في البطولة (ثلاث مرّات) قد تصدّر مجموعته بالإضافة إلى تشيلسي في الوقت الذي قدّم فيه وصيفا مجموعتيهما مانشستر سيتي وآرسنال مستوى أفضل من نظيريهما حتى أنهما جمعا عددا أكبر من النقاط، إلاّ أن حسابات المجموعات ذهبت بالأولين لتزعّم مجموعتيهما. مصادفة إنجليزية ألمانية غريبة في دور المجموعات لعلّ المصادفة المرافقة للتألّق الألماني والإنجليزي تكمن في وجود الأندية المتأهّلة معا في المجموعات الأولى (مانشستر يونايتد وليفركوزن) والرّابعة (بايرن وألمان سيتي) والخامسة (تشيلسي وشالك) والسادسة (دورتموند وآرسنال)، فتربّعت على المراكز الأولى والثانية مناصفة بعد أن ذهبت صدارة الأولى والخامسة للإنجليز والبقّية للألمان. تراجع إيطالي برتغالي يأتي الإحباط من هذا التراجع باعتبار أن دوريات البلدان المذكورة هي من حصلت على التصنيف الثاني الأوروبي الذي منح فرقها ثلاثة مقاعد في (الشامبيونزليغ) إلاّ أنها لم تقتنص سوى بطاقتين في الدور ثمن النهائي من أصل تسعة ممكنة. ولا شكّ في أن الصفعة الأكبر كانت في وجه الطليان تحديدا، خاصّة وأنها المرّة الأولى التي لا يتأهّل فيها إلاّ فريق واحد إلى الدور الثاني في المواسم العشرة الأخيرة، والغريب يتمثّل في وجود ميلان في هذا الدور وهو الذي يعاني كثيرا في المسابقة المحلّية باحتلاله المركز التاسع وخروج جوفنتوس ونابولي صاحبا المركز الأوّل والثالث في (سيري أي). أمّا البرتغاليون فليسوا بأفضل حال من الطليان، وهذه المرّة الثانية التي لا يتأهّل فيها أحد الأندية البرتغالية إلى هذا الدور بعد 2010 - 2011، ويبدو ما عانى منه بورتو وبنفيكا حالة طبيعية لتخلّيهما عن عددٍ كبير من أبرز نجومهما في السنوات العشرة الماضية. فرنسي محبط يتبيّن أن ليّون ومرسيليا قد سلّما الرّاية فعليا لباريس سان جرمان الذي يقدّم مستوى مغايرا لمواطنيه بعد فشل الأوّل في الوصول إلى دور المجموعات وخروج الثاني بستّ هزائم متتالية، في حين تصدّر الفريق الباريسي مجموعته بتوازن، وهو ما فعله في الموسم الماضي أيضا (عندها بلغ ربع النّهائي). إسبانيا ممثّلة بثلاثة نوادي يعدّ الإسبان متراجعين نوعا ما عمّا حقّقوه في الموسم الماضي عندما تأهّلت الفرق الأربع إلى ثمن النّهائي، لكن أكثر ما قد يشفع لهم هو تصدّر فرقهم الثلاثة المتأهّلة هذا الموسم لمجموعاتها، خاصّة وأن ريال مدريد وأتلتيكو مدريد كانا الأكثر جمعا للنقاط في البطولة ب 16 نقطة والأوّل الأكثر تسجيلا بعشرين هدفا، في حين أخذ ريال سوسيداد حجمه الطبيعي فنّيا في هذه المسابقة فاحتلّ المركز الرّابع في المجموعة الأولى وأكمل برشلونة تألّقه في البطولة بعدما تصدّر بسلاسة. حسابات القرعة القرعة شبه الموجّهة قد تؤدّي إلى احتمالات كثيرة ومتنوّعة، خاصّة وأن قوانينها تمنع التقاء فريقين من نفس البلد أو فريقين من نفس المجموعة في الدور ثمن النّهائي، على أن يلتقي أصحاب المراكز الأولى بأصحاب المراكز الثانية، وهو ما قد يكشف عن لقاءات من العيار الثقيل لا محالة نظرا للمستوى المرتفع والتاريخ العريق لمعظم الأندية المتأهّلة. وقبل الدخول في باب الاحتمالات والتكهّنات لابد من التذكير بمرور مقتضب عمّا آلت إليه المجموعات في الدور الأوّل، المجموعة الأولى: مانشستر يونايتد وبايرن ليفركوزن، المجموعة الثانية: ريال مدريد وغالطة سراي التركي، المجموعة الثالثة: باريس سان جرمان وأولمبياكوس اليوناني، المجموعة الرّابعة: بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي، المجموعة الخامسة: تشيلسي وشالك، المجموعة السادسة: بوروسيا دورتموند وآرسنال، المجموعة السابعة: أتلتيكو مدريد وزينت الرّوسي، المجموعة الثامنة: برشلونة وميلان. ثمن النّهائي يجرى في فيفري ومارس تلعب مباريات الذهاب لهذا الدور في 18 و19 فيفري 6 من ذات الشهر، والإيّاب في 11و12 مارس و18 و19 من ذات الشهر.