قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه (يُحّمل المسلمين حكومات وشعوباً المسئولية أمام الله تعالى من أن يموت أحد من السوريين بسبب الجوع والبرد). ودعا في بيان أصدره قبل يومين (جميع المسلمين حكومات وشعوباً والهيئات الخيرية الإسلامية والعربية والمنظمات الإغاثية الدولية وكل من له قدرة، إلى مد يد العون والإغاثة لهذا الشعب في محنته الراهنة). وطالب الاتحاد في البيان الذي ذيل بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي (الجميع إلى المسارعة للتدخل لإنقاذ هؤلاء والأطفال والعجزة والمرضى في محنتهم الراهنة). وقال الاتحاد في بيانه (قد تزايدت مأساة الشعب السوري المخرج من وطنه واللاجئ في دول الجوار جراء ما يتعرض له من قتل للأنفس، وهدم للبيوت، وقصف للأحياء السكنية، وقتل للشيوخ والأطفال والنساء، وانتهاك الحرمات، واعتقال وتعذيب وإعدامات، واستخدام الأسلحة الكيميائية). وبين أنه (وينضاف إلى ذلك في هذه الأيام موجة الشتاء التي ضربت المنطقة بأمطارها وثلوجها وصقيعها وقد كانت لهذه الموجة تأثيرات مأساوية كبيرة على مخيمات السوريين المشردين على الحدود وفي ملاجئ دول الجوار وهو ما يوجب المبادرة السريعة لإغاثة هؤلاء المنكوبين). ولفت إلى (خطورة) وضع السوريين في المخيمات، حيث يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء وعدم توفر الظروف الصحية اللائقة في المخيمات وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية وتعرض الأطفال والنساء وكبار السن إلى مختلف المخاطر الصحية)، لافتا إلى أن (بعضهم قد مات بسبب ذلك). وأكد الاتحاد (تضامنه مع الشعب السوري في هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها)، وأعرب عن (استعداده التام للتعاون مع كل من يريد أن يساعد هذا الشعب الكريم المبتلى في تجاوز محنته ومأساته). وحض المسلمين على التبرع لإغاثة السوريين، قائلا (إننا نحن المسلمين مسئولون أمام الله تعالى إذا قصرنا في حق هؤلاء حتى مات بعضهم بسبب الجوع أو البرد أو نحوهما). وتابع (إن ما ندفعه هو حق الله تعالى علينا ومهما دفعنا لا يمكن أن يقابل ما قدمه الشعب السوري فى سبيل دينه وحريته وعقيدته فسارعوا بكل ما تملكون). ودعا الاتحاد كل القوى المحبة للسلام والعدالة وحقوق الإنسان أن يدعموا الشعب السوري في نضاله المشروع ضد النظام الظالم الفاشي حتى ينال حريته وكرامته. وكانت الهيئة الطبية العامة لجنوب العاصمة دمشق، قد حذرت من موت جماعي يصيب الأطفال والجرحى في المناطق المحاصرة، بسبب الجوع وبرودة الطقس، مؤكدة أن الكارثة وقعت، وستشهد الأيام القادمة موتا جماعيا. وخاطبت الهيئة في بيان مصور بثه ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي (يوتيوب)، والهيئات الإغاثية في العالم، باسم المحاصرين، بأن الكارثة وقعت، وستشهد المنطقة موتا جماعيا، بسبب الحصار الخانق والشتاء القارس. واجتاحت موجة برد قاسية منطقة الشرق الأوسط مع وصول العاصفة الثلجية (ألكساس) من روسيا، التي أدت إلى تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة على معظم المناطق السورية ولبنان والأردن وفلسطين وتركيا، فيما زادت أحوال الطقس السيئ معاناة اللاجئين السوريين في المناطق الحدودية التي تقام فيها المخيمات المخصصة لإيواء مئات الآلاف منهم.