إن (البابا نويل) أو (سانتا كلوز) شخصية ترتبط بعيد الميلاد، ولكن مسمى (البابا نوي) طغى في الشهرة .. حتى انتشر في جميع أوربا والعالم المسيحي .. وللأسف في العالم الإسلامي.. إنه عيد الكريسماس: الذي يوافق يوم 25 ديسمبر .. (يوم ولد فيه المسيح كما يعتقدون)، أي قبل رأس السنة تقريبا بأسبوع ويكون الاحتفال فيه عامّا وشاملا، بتكثير فيه الإضاءة والأشجار (الكريسمس)، الشجرة التي تعتبر أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه، وكان بداية استخدام الشجرة كرمز تقريبا في القرن العاشر.. فهل تعرف أخي ماذا تعني كلمة (بابا نويل)؟. جاء في سفر النبي إشعياء عليه السلام: (ها هي العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعى اسمه عمانويل الذي تفسيره الله معنا). عما نويل كلمة عبرانية تفسيرها بالعربي (إلهنا معنا) ومعناه عند النصارى (الله معنا) وفي العبرانية (عمانوا): تعني معنا، ونيل: تعني الإله. وبابا نويل: أي بابا نوئيل، ونيل: أي الإله. فكلمة بابانويل تعني الإله أبونا. ف (بابا نويل) شخصية وهمية وقد صنعها الرسام الأمريكي الشهير توماس، وكان ذلك عام 1860 والتي شكلت في ذهن الأطفال القصص الأسطورية حول هذه الشخصية، التي تأتي على عربة من الماس، يجرها زوج من الخيول ذات الأجنحة، والتي تطير ببابا نويل من مكان لآخر ليلة رأس السنة ليوزع هداياه على الأطفال. وصورة (بابا نويل) هي صورة الرجل في الخمسين من عمره، ذو لحية بيضاء طويلة غليظة، وأنف مدبب، وجسم متين، ووجه أبيض محمر .. أيها الأحباب: هذا الشيخ الكبير ذو اللباس الأحمر واللحية البيضاء الذي يسمونه (بابا نويل)، هو الإله الأب الذي ولد له مولود من مريم وهو عيسى الابن. فيقوم الأب الإله بتوزيع الهدايا في يوم ولادة ابنه عيسى عليه السلام (الإله الابن). إنه تثليث كامل، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. قال تعالى: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا..) من سورة مريم. جاء في الحديث القدسي، قال الله تعالى: (شتمني ابن آدم، وما ينبغي له أن يشتمني، وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني، أما شتمه إياي فقوله: إنّ لي ولدا، وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد، وأما تكذيبه إياي، فقوله: ليس يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته). وعليه .. فلا يجوز لمسلم قد رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبياً ورسولاً أن يشارك في الاحتفال بما يحتفل به هؤلاء. قال ابن القيم رحمه الله: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق). وقال القاضي أبو المحاسن الحسن بن منصور الحنفي: (من اشترى فيه شيئا لم يكن يشتريه في غيره أو أهدى فيه هدية إلى غيره، فإن أراد بذلك تعظيم اليوم كما يعظمه الكفرة فقد كفر، وإن أراد بالشراء التنعُم والتنزُه وبالإهداء التحابّ جريا على العادة لم يكن كفرا، لكنه مكروه كراهة التشبيه بالكفرة، حينئذ فيحترز عنه. قاله علي القاري). انتهى كلام صاحب عون المعبود. (الجزء الثالث صفحة88). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع فتاويه: (ولا يحلّ فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك من أجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة). (ج:6 ص:111). فاتقوا الله، واعتزوا بدينكم وبتاريخكم، وانتبهوا إلى أعيادكم، واملأوا قلوبكم بأسرارها، واربطوا حياتكم بسننها، ولكم أن تقيموا ما شئتم من الاحتفالات الإنسانية التي تظهرون بها سروركم بنعم الله الخاصة عليكم، تظفروا بالمجد والكرامة، وتحافظوا على شخصيتكم. والله المستعان، نسأله سبحانه أن يردنا إلى دينه ردّا جميلا، وأن يبصر المسلمين بما فيه نفعهم. ... مساهمة: الشيخ خليفة / إمام بسيدي بلعباس