تعتبر ألبسة الأطفال في الجزائر، من المنتوجات التي تلقى رواجا كبيرا، بالإضافة إلى كونها مشهورة بأسعارها المرتفعة أيضا، التي تنافس في بعض الأحيان ملابس الكبار، لاسيما إن كانت في المحلات الكبيرة المتخصصة فقط في ملابس الأطفال ولعبهم التي انتشرت بالعاصمة خلال السنوات الأخيرة، فيما تبقى ألبسة الأطفال والرضع على الخصوص المعروضة بالأسواق الشعبية موجهة لأبناء الطبقات المتوسطة أو محدودة الدخل، كونها تتناسب وقدرتهم الشرائية، سواء كانت مستوردة أو محلية الصنع· بالنسبة للنوع الثاني من الملابس المعروضة على مستوى بعض الأسواق الشعبية، كالحراش، بومعطي، باش جراح، ساحة الشهداء، بن عمار، وما شابه، فقد ظهرت مؤخرا طاولات متخصصة في بيع ملابس للأطفال الرضع على وجه التحديد، وهي ملابس يتم استيرادها بكميات كبيرة من بعض الدول الأوربية على رأسها فرنسا، خلال تصفيات نهاية الموسم، وتعرض بأسعار تتراوح ما بين 200 إلى 700 دج، على اختلاف قطعة اللباس، ووجدت فيها العديد من الأمهات ضالتهن، حيث تتوفر قطع متنوعة من هذه الألبسة تناسب عمر الطفل من الأشهر الأولى وإلى غاية السنة الأولى من العمر، وأحيانا أكثر من ذلك قليلا، وهي ملابس جديدة غير مستعملة من قبل، جميلة، وقطنية، أي أنها تتناسب ومتطلبات الأمهات الجزائريات، وبوجه خاص الطبقات المتوسطة والبسيطة· وإلى هنا يبدو الأمر عاديا، وليس هنالك أي مشكل فيما يخص اقتناء الأمهات ملابس مستوردة لأطفالهن، غير أن ما وجدناه من بعض قطع الملابس بأحد هذه المحلات على مستوى سوق بن عمار بالقبة، أمر يستدعي التوقف عنده جديا، والتساؤل عن مهام الجهات الرقابية المسؤولة عن دخول أية بضاعة مهما كان نوعها إلى الجزائر، المحل كان يعرض ألبسة قطنية خاصة بالمواليد الجدد والرضع ما بين شهرين إلى سنة تقريبا، باللون الأحمر والأبيض، وهما لونان محببان جدا، ويتماشيان مع بعضهما البعض، غير أن اللباس المعروض هو نسخة طبق الأصل عن لباس سانتا كلوز المعروف ب(بابا نويل)، وليت الأمر توقف عند ذلك الحد، بل إن اللباس المتكون من قطعتين، أي البلوزة والسروال، وحتى القبعة أيضا، يحمل في جهة اليسار على القميص عبارة (ميري كريسماس) أي (ميلاد مجيد)، أو عبارة (بايبي فرست كريسمس) أي (أول ميلاد)، وهي معروضة بسعر 700 دج، ولاقى إعجاب بعض الأمهات، بالنظر إلى طريقة حياكته الجميلة، التي تحاكي اللباس الأحمر والأبيض المعروف والمشهور لبابا نويل، مثلما نشاهده في الأفلام والمسلسلات الكرتونية· والكريسماس مثلما يعرفه الجميع عيد يحتفل فيه النصاري بعيد ميلاد يسوع، أو بمعنى آخر بعيد ميلاد الرب عند أحد مذاهبهم، أو بمعنى آخر عندهم مذهب ثان يكفر المذهب الأول، أي الاحتفال بعيد ميلاد ابن الرب، عن طريق تقديم الهدايا والتهنئة الكلامية وظهور ما يسمى ببابا نويل وشجرة عيد الميلاد وكلمة (كريستماس) مكونة من مقطعين: المقطع الأول هو (كريست) ومعناها المخلص وهو لقب للمسيح، المقطع الثاني هو (ماس) وهو مشتق من كلمة فرعونية معناها ميلاد، أما بابا نويل أو سانت كلوز أو القديس نيكولاس، ويقال إنه راهب مسيحي شهير، أما صورته الحالية ببذلته الحمراء وذقنه البيضاء الطويلة وحذائه الأسود اللامع، فاخترعها الرسام الأمريكي توماس نيست في جريدة هاربرس سنة1881 ضمن حملة ترويجية لشركة كبرى· وتروي الحكايات أن (بابا نويل) يضع للأطفال الهدايا داخل (جوارب) صوفية يضعونها فوق المدفأة في منازلهم حيث كان يتسلل (بابا نويل) من خلال فتحة المدفأة حتى لا يراه الأطفال ليلا ويفاجأون بالهدايا في الصباح فيتملكهم السرور أكثر وأكثر· وعلى هذا، يدرك الكثيرون أن بابا نويل رمز مسيحي خالص، ومن غير المعقول أن ننشئ أبناءََنا منذ عمرهم الأول على التشبه بعادات النصارى والمسيحيين·