سجل قطاع الفلاحة بباتنة في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا سواء من ناحية الكم أو النوعية مما جعل السلطات المحلية تراهن عليه لتحقيق تنمية شاملة بالمنطقة من خلال تشجيع مختلف مبادرات الاستثمار في فترات ما قبل وخلال وبعد الإنتاج خاصة في الصناعات الغذائية والتحويلية، حسب ما أكدته مصالح الولاية. وفي هذا الشأن صرح مدير القطاع السيد محمد لمين قرابصي بأن ما تحقق من استثمارات في العشرية الأخيرة بقيمة تفوق ال 40 مليار د.ج ساهم بشكل كبير في تعزيز القدرات الإنتاجية على مستوى المستثمرات الفلاحية القاعدية وتوسيع المساحات الصالحة للزراعة المستغلة وخاصة المسقية منها. ومن بين ما تم تجسيده حسب ما أضاف نفس المسؤول عبر مختلف أنحاء الولاية حفر ما يقارب 3 آلاف بئر عميقة وإنجاز 3400 حوض لتخزين وتوزيع المياه وتجهيز 14 ألف هكتار بمعدات السقي العصري (الرش والتقطير) فضلا عن مدّ 184 كلم من السواقي الإسمنتية في المناطق الجبلية الصعبة. أما فيما يخص الطاقات الإنتاجية للشعب الأساسية فقد قفزت الولاية في مجال الأشجار المثمرة من 5900 هكتار في سنة 2000 إلى 23 ألف هكتار حاليا مع التركيز على التفاح في المنطقة الجبلية والمشمش بشبه الجبلية والزيتون بالمناطق الجنوبية حسب ما ذكره السيد قرابصي الذي أشار إلى أن المساحة المزروعة بصفة عامة تطورت بأكثر من 84 ألف هكتار. وقد شملت هذه الزيادة بنسبة 30 بالمائة شعبة الحبوب فيما ارتفعت مساحة الأعلاف من 14 ألف هكتار في السابق إلى 49 ألف هكتار حاليا إلى جانب الخضروات التي عرفت أيضا الخضروات توسعا في مساحتها المستغلة نتيجة زيادة المساحة المسقية التي قفزت من 14 ألف هكتار في سنة 2000 إلى 72 ألف هكتار حاليا. كما عرف الإنتاج الحيواني بباتنة حسب مدير المصالح الفلاحية ارتفاعا ملحوظا خاصة بالنسبة للحوم البيضاء والبيض واللحوم الحمراء والحليب نتيجة زيادة رؤوس القطيع بأكثر من 100 بالمائة والذي وصل حاليا إلى 1,5 مليون رأس من الماشية والأبقار . وبالنظر لأهمية الدعم الموجه للقطاع الفلاحي منذ سنة 2000 فإن طاقات الإنتاج بالولاية ارتفعت عموما حسب ما أضاف ذات المسؤول بنسبة تراوحت ما بين 200 و300 بالمائة مقارنة بسنة 2000 فيما يخص الإنتاج الحيواني والنباتي وذلك بفضل الإنجازات الضخمة المدعمة من طرف الدولة التي تم تحقيقها بالولاية. وقد أبرزت الحصيلة الأخيرة حسب نفس المتحدث أن ولاية باتنة صنفت على الرغم من الجفاف الذي ضرب المنطقة ضمن الولايات الأولى وطنيا في الإنتاج الفلاحي في المرتبة الأولى في إنتاج الأعلاف والبيض واللحوم البيضاء، والثانية في إنتاج اللحوم الحمراء والفواكة والتاسعة في إنتاج العسل. وفيما حققت الولاية في الخماسي الحالي أعلى نسبة نمو متوسط سنوي على المستوى الوطني فإنها رتبت -يضيف- ذات المصدر بحكم القاعدة الفلاحية والموارد التي تزخر بها في المرتبة الثانية وطنيا خلال سنة 2012 من حيث التشغيل الفلاحي ب 124 ألف منصب عمل. ويتوجه القطاع الفلاحي بولاية باتنة حسب السيد قرابصي ليصبح (محركا مستقبليا للاقتصاد المحلي) وذلك وفقا لما هو مقرر ضمن البرنامج التنموي للخماسي المقبل مع العمل على تحقيق الاندماج مع كل القطاعات المحيطة به. يذكر أن ولاية باتنة أحصيت بها إلى حد الآن 8 أقطاب فلاحية تتوجه حتما رغم ما سجل بها من نقائص حسب مصالح مديرية الفلاحة لتكوين أقطاب فلاحية صناعية لتشكل على المديين القصير والمتوسط الركائز الأساسية للاقتصاد المحلي وحتى الجهوي الذي سيجعل من هذه الولاية مساهما فعالا في تعزيز الأمن الغذائي الوطني المنشود.