أعلن مدير التكوين العالي في طور التدرج بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مصطفى حوشين عن ارتفاع عدد المقاعد البيداغوجية تحسبا للدخول الجامعي 2010 - 2011 إلى مليون و300 ألف مقعد وتوفير 16 مدرسة عليا لضمان الاستقبال الجيد ل 237 ألف طالب يلتحقون لأول مرة بالجامعة. كشف حوشين أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اتخذت جملة من الإجراءات ابتداء من الدخول الجامعي المقبل لمباشرة عملية تقييم تشمل كافة معايير الكفاءة والتي ستمس جميع المؤسسات الجامعية دون استثناء، هي الخطوة التي تندرج ضمن مسار »ضمان عنصر الجودة« الذي سترفعه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كشعار لهذه السنة وهي العملية التي تهدف إلى ترسيخ سياسة التقييم ثقاة متداولة في الوسط الجامعي من خلال حثّ القائمين على المؤسسات الجامعية على استجماع كل عناصر الجودة في سبيل الرقي بمستوى التكوين ودفع الطالب إلى بذل قصارى جهده في صفوف الجامعة. وتنقسم هذه العملية إلى شقين أولهما داخلي يتم على مستوى المؤسسة ذاتها، حيث ستسهر هذه الأخيرة على الامتثال لدفتر أعباء يحدد بالتفصيل معايير الكفاءة والجودة على غرار نسبة النجاح ومعدل السنوات التي يمضيها طلبة الجامعة للتخرج بالإضافة إلى عدد ونوعية التربصات العملية وغيرها. أما الشق الثاني من التقييم فهو ذو بعد وطني تتكفل به اللجنة الوطنية لتقييم التعليم العالي واللجنة الوطنية لتقييم البحث العلمي وهما الهيئتان اللتان ستشرعان في عملهما هذه السنة بعد استحداثهما ضمن القانون التوجيهي للقطاع الذي صودق عليه سنة 2008. وسيكون لعملية التقييم هذه »آثارا إيجابية أو سلبية« على الجامعة التي سيجري تصنيفها إما كمؤسسة تعتمد على معايير الجودة وبالتالي تصبح »قطبا جاذبا« للطلبة والمؤسسات الاقتصادية التي تبحث عن كفاءات ومشاريع جامعية جديدة أو كجامعة ذات مستوى ضعيف لا يحق لها المطالبة بنفس الإمكانيات التي ستتمتع بها المؤسسات الجامعية، كما ستسمح هذه الإستراتيجية التقييمية بتحويل المؤسسات الجامعية إلى مخزن للكفاءات والطاقات التي سيجري تكوينها وتأهيلها حسب احتياجات السوق من خلال »إحترافية التعليم العالي« وهو الهدف الذي شرع القطاع في تجسيده عبر إبرام عقود تجمع بين مؤسسات البحث العلمي ومخابر البحث والمؤسسات الاقتصادية التي أصبحت اليوم تتوجه أكثر فأكثر نحو الجامعات. وفي ذات المنحى باشر القطاع منذ الدخول المنصرم في تبني مقاربة ترتكز على عنصر الامتياز من خلال إنشاء أقسام تحضيرية موجهة للمتفوقين بدرجات تقديرية في شهادة البكالوريا. يذكر ذات المسؤول الذي أشار إلى أن أول دفعة من هذا النظام ستلتحق في سبتمبر 2011 بالمدارس العليا بعد اجتياز مسابقة وطنية. وقد ارتفع عدد المدارس العليا ليصبح في الوقت الحالي 16 مدرسة توفر لحد اليوم ثلاثين فرعا من أقطاب الامتياز ذات التسجيل الوطني والتي تعتمد على النوعية في التكوين، وتتوفر هذه الأقطاب على كل الوسائل والشروط التي تسمح للطلبة بمزاولة تكوين عالي يتماشى والمتغيرات العالمية.