وصل الفيلم الفلسطيني (عمر) للمخرج هاني أبو أسعد إلى القائمة المختصرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية التي تتضمن تسعة أفلام من بين 76 فيلما رشحت بالقائمة الطويلة، وللمرة الثانية في مسيرته الفنية يرشح المخرج الفلسطيني في هذه القائمة. واختصرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة قائمة الأفلام المرشحة من 76 فيلما إلى تسعة أفلام في المرحلة الأولى للمسابقة، وستعلن أسماء الأفلام الخمسة المرشحة للفوز بالجائزة في 16 جانفي، بينما تسلم جوائز الأكاديمية، وهي الأبرز في هوليوود في الثاني من مارس المقبل. واستطاع المخرج هاني أبو أسعد أن يدخل القائمة المختصرة لهذه المسابقة السينمائية المرموقة للمرة الثانية، بعد أن كان فيلمه (الجنة الآن) العمل السينمائي الفلسطيني الوحيد الذي دخل القائمة النهائية لأوسكار أفضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية عام 2005، كما حصل على جائزة غولدن غلوب المرموقة لأفضل فيلم أجنبي عام 2006. وقبل أيام فاز فيلم (عمر) لأبي أسعد بجائزة (المهر الذهبي) لأفضل فيلم عربي بالدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي، كما حصل قبل أشهر على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة (نظرة ما) بالدورة 66 لمهرجان كان السينمائي. وضمن ترشيحات الأوسكار جاء أيضا الفيلم الوثائقي الكمبودي الناطق باللغة الفرنسية (الصورة المفقودة)، ودخلت البوسنة والهرسك -التي فازت بجائزة أوسكار في 2002 عن فيلم (منطقة محرمة- إلى القائمة المختصرة بفيلم (لمحة من حياة عامل). وضمت القائمة أيضا الفيلم الإيطالي (الجمال الرائع)، وكذلك الفيلم الهولندي (المطاردة)، والفيلم البلجيكي (انهيار الدائرة المكسورة)، والفيلم الألماني (حياتان) والفيلم المجري (المفكرة)، وكذلك فيلم (المعلم الكبير) الذي يتناول رياضة الكونغ فو للمخرج وونج كار واي من هونغ كونغ. ومن أبرز الغائبين عن القائمة المختصرة الفيلم الإيراني (الماضي) للمخرج أصغر فرهادي من بطولة الممثلة الفرنسية برينيس بيجو، وكان فيلم (انفصال) لفرهادي قد فاز بأوسكار أفضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية عام 2011. وتدور قصة فيلم (عمر) حول عامل المخبز عمر (آدم بكري) الذي يتفادى رصاص القنص الإسرائيلي يوميا، عابرا جدار الفصل العنصري للقاء حبيبته (نادية)، لكن الأمور تنقلب حينما يعتقل العاشق المناضل من أجل الحرية خلال مواجهة عنيفة مع جنود الاحتلال، تؤدي به إلى الاستجواب والقمع. ويظهر الفيلم مدى العنف الذي يتعرض له الشباب الفلسطيني، والذي يعكس عنفا آخر في قلب مجتمعهم المحاصر والعرضة لكل التأثيرات من قبل المحتل الذي يتلاعب بمصائر شخصيات الفيلم، ليصبح كل منهم في النهاية إما قاتلا أو مقتولا، إما مناضلا أو عميلا. وتم تصوير الفيلم (98 دقيقة)، وهو من إنتاج شركة (إخوان زعيتر) في الولاياتالمتحدة على مدار ثمانية أسابيع في الناصرة ونابلس وبيسان، وهو الفيلم الروائي الطويل الخامس في مسيرة المخرج هاني أبو أسعد.