* عن موقع لها أون لاين (إن مدينة القدس تمر بساعات عصيبة، إن لم نقل أشد أزمنة القدس خطورة، ليس فقط على معالم المدينة الحضارية وهويتها التاريخية ومقدساتها فحسب، وإنما كذلك على سكانها الفلسطينيين)، هكذا ناشد رئيس دائرة شؤون القدس الأمة العربية والإسلامية.. فهل من مجيب؟! ولكن على ما يبدو أن هذا النداء قد ضاع صداه، في ظل انشغال دول الطوق بقضاياها الداخلية المعقدة، الأمر الذي شجع جبناء من يهود متطرفين أن ترتفع أصواتهم داخل الكنيست الإسرائيلي، لتدعو بكل حماس وإصرار إلى هدم المسجد الأقصى وبناء (الهيكل المزعوم) مقامه، ورأوا في الوقت الراهن فرصة مواتية يجب ألا تفوت، وأعقب ذلك بالفعل استباحة الأقصى من قبل مستوطنين إسرائيليين، حتى قامت مجموعات منهم بقيادة حاخامات في خطوة استفزازية حقيرة بالرقص عند بوابة المسجد الأقصى دونما أدنى قلق من غضب أمة المليار مسلم. ورغم التضييق والتهديد تدفقت حشود هائلة من أكارم المسلمين في فلسطين إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك، وصلّوا فيه في تحدٍ سافر وفي مشهد مهيب يجمع ما يقارب من ربع مليون مسلم راكعين ساجدين في ساحة المسجد وما حوله من الأرض التي بارك الله فيها للعالمين... فهل يستثمر اليهود حالة الهرج التي آلت إليها كثير من الشعوب العربية، وانشغال جيوشها بمشكلاتها الداخلية؛ ليمضوا خطوات فعلية في تحقيق هذا المخطط الأثيم، دون مبالاة بملايين المسلمين الذين تعلقت قلوبهم وأرواحهم بمقدساتهم الإسلامية؟! ورغم الخطوات على الأرض التي تشير بما لا يدع مجالا للشك أن اليهود على قلة عددهم وجبنهم إلا أنهم فيما يظهر جادون فيما يسعون إليه، فإن حالة شديدة من الرغبة في الإنكار تسيطر على مشاعر جموع المسلمين بأن اليهود أهون شأنا وأحقر من أن يجرؤوا على خطوة خطيرة مثل هدم المسجد الأقصى! ولكن السؤال الهام الذي يجب أن يواجه كل مسلم به نفسه. ماذا لو فعلها الجبناء؟ واستيقظ الملايين من المسلمين وقد هدم بالفعل المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين ومسرى النبي الأمين محمد - صلى الله عليه وسلم -؟! هل سيطيب للمسلمين عيش؟! أم أن الملايين الهادرة ستحتشد من المحيط إلى الخليج، ثم تلتهب الحناجر من فوق المنابر وساحات الميادين، لتشجب وتندد وتستنكر وتدعو ببكاء وحرقة وأسف، ولكن.. ولات حين مندم.