من المنتظر ان تنطلق عملية تموين المناطق الشمالية الساحلية لولاية تيزي وزو انطلاقا من سد تاقسبت خلال السداسي الأول من السنة المقبلة-حسب ما أفاد به المسؤول الأول على قطاع الري بتيزي وزو-السيد –سعيد عباس-و ذلك مباشرة بعد انتهاء أشغال التحويل التي ستشرف عليها المؤسسة المعنية و التي ستشرف على تموين ما لا يقل عن ثماني بلديات، و أضاف نفس المسؤول انه و مع وصول مياه الشرب إلى حنفيات سكنات المناطق المعنية ستنتهي بذلك معاناة سكان المناطق المذكورة في تدبر حلول لتوفير ماء الشرب ،الأزمة التي أصبحت تمثل يوميات المواطن،و تزداد حدتها خلال موسم درجات الحرارة العالية،و لا تختلف سوءا خلال الشتاء. هذا و قد انطلقت أشغال هذا المشروع الهام حسب نفس المصدر، مع بداية شهر أوت الفارط مشيرا إلى أن التأخر المسجل في انطلاق الأشغال مرده تأخر تقديم تأشيرة الانجاز من طرف اللجنة الوطنية للصفقات منذ أن فازت المؤسسات المعنية بصفقة الانجاز في السنة الماضية، لكن وخلال هذه الفترة تمت عملية نقل القنوات إلى المسار الذي ستتخذه عملية التحويل الذي ستمس ثماني بلديات واقعة في الشريط الساحلي لولاية تيزي وزو منها افليسن ، أزفون ، بوجيمة ،ماكودة ، تيقزيرت، أغريب، أيت شافع و اقرو . و باعتبارها بلديات سياحية ساهمت الأزمة المسجلة في التزود بمياه الشرب في إعاقة عملية التنمية في القطاع السياحي فرغم الإمكانيات الطبيعية الخلابة التي تزخر بها هذه المناطق إلا أن غياب الماء أضحى مشكلا ينغص يوميات المصطافين الذي يختارون هذه المناطق للاستجمام و الترويح عن النفس . و في انتظار انطلاق عملية تزويد المناطق المعنية بمياه الشرب يبقى سيناريو المعاناة يطبع السكان القاطنين عبرها خاصة و أن المياه تزور حنفياتهم مرة كل أسبوعين و هي الوضعية المؤرقة التي استاء منها السكان الذين يضطرون يوميا إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام بحثا على هذا المورد الحيوي التي تزداد الحاجة الماسة له طيلة أيام السنة لا سيما في فصل الصيف نتيجة درجات الحرارة العالية ، فنجد البعض منهم يفضلون الاستعانة بالينابيع الطبيعية و مياه الآبار في حين يلجا الآخرون إلى اقتناء مياه الصهاريج بأسعار باهظة تصل في اغلب الأحيان إلى 2000دينار معرضين بذلك حياتهم إلى أخطار عديدة في مقدمتها الأمراض المتنقلة بعد جهل مصدر هذه المياه ، و أمام التعود على هذا السيناريو المؤرق يضطر الشيوخ و الشباب من أهل القرية إلى الاستعانة بالطرق التقليدية في جلب ماء الشرب منها الاعتماد على الحمير في حمل الماء فوقهم وكذا حمله فوق الرأس و الظهر،و هي المهمة التي يتولاها الأطفال الصغار في العطل و لا يعفون منها حتى خلال المواعيد الدراسية،حيث تكون مهمة جلب المياه في انتظارهم حتى بعد الانصراف عن المدرسة،الأمر الذي يؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي.