يوجد عدد من رجال الشرطة تحت طائلة التهديد بعقوبات صارمة، تصل حد متابعتهم قضائيا في حال ثبوت ارتكابهم أخطاء مهنية تستوجب ذلك، وهو الأمر الذي أشار إليه مدير الأمن العمومي، أمس، وهو يتحدث ردات عن سؤال يتعلق بتجاوزات محتملة قد يكون بعض الشرطيين قاموا بها في غرداية خلال الأيام الماضية. مدير الأمن العمومي عيسى نايلي أمس الأحد أكد أن المديرية العامة للأمن الوطني ستتخذ إجراءات (انضباطية وإدارية) في حق كل شرطي ثبت (تقصيره) في أداء مهامه خلال الأحداث التي شهدتها مؤخرا ولاية غرداية، مشيرا الى أن هذه الاجراءات قد تصل إلى (حد الإحالة على العدالة). وأوضح السيد نايلي في منتدى يومية (ليبرتي)، أنه (إذا تبين أن هناك إخلالا أو تقصيرا أو تجاوزا في أداء مهام أعوان الأمن خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية غرداية، فإنه سيتم إتخاذ الإجراءات الإنضباطية والإدارية اللازمة). وأكد نفس المسؤول أنه (إذا تطلب الأمر إحالة الذين قاموا بتجاوزات خطيرة في أداء مهامهم، فإن المديرية العامة للأمن الوطني لن تتوان في فعل ذلك). وأشار في هذا الصدد إلى (التدخل السريع والنوعي لأعوان الأمن خلال الأحداث التي شهدتها ولاية غرداية) مؤكدا أن قوات الأمن (تعاملت بكل حزم مع هذه الاحداث). كما تم --يضيف السيد نايلي-- (دعم مصالح الشرطة في هذه الولاية بوحدات جديدة لضمان تغطية أوسع حفاظا على أمن وممتلكات المواطنين). وكانت بعض شوارع مدينة غرداية قد شهدت مع نهاية سنة 2013 بعض المناوشات الليلية التي قام بها شباب حي السوق وحي المجاهدين قبل أن تمتد إلى حي الحاج مسعود، حيث استعمل الشباب خلالها مواد حارقة استدعت تدخل فرق مكافحة الشغب من أجل إحلال الأمن. للإشارة، فقد أكد الوزير الاول عبد المالك سلال يوم السبت بالبليدة انه (لا يوجد أي مشكل بين الإباضية والمالكية) في إشارة إلى الأحداث التي شهدتها مؤخرا ولاية غرداية. وقال السيد سلال في رده على انشغالات المجتمع المدني لولاية البليدة أن هناك (تقاربا بين المالكية والإباضية ولا يوجد مشكل بينهما بغرداية)، رافضا الخوض في التفاصيل الدينية بين هذين المذهبين. وأعلن الوزير الأول بالمناسبة أنه سيقاسم سكان ولاية غرداية الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف قائلا: "سأذهب عشية المولد النبوي الشريف إلى غرداية لنحيي هذه الذكرى معا ونصلي جميعا". وشدد السيد سلال على وحدة المجتمع الجزائري، داعيا إلى التصدي لكل من يحاول المساس بتمساكه سواء عن طريق الأقوال أو الأفعال. كما أبرز الوزير الاول أهمية الأمن والإستقرار في الجزائر التي بقيت --كما قال-- (واقفة) بفضل (سياستها الرشيدة). ومن جهته، نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أن يكون للعقلاء والنخبة من المثقفين والعلماء بالمنطقة يد في تأجيج نار الفتنة التي حدثت في مؤخرا في ولاية غرداية، مؤكدا أن هؤلاء اجتمعوا كلهم على كلمة واحدة وهي تغليب لغة الحوار بالرغم من اختلاف مذاهبهم، كما قال أن هذه الشرارة هي استهداف لأمن واستقرار المنطقة من طرف أشخاص لا همّ لهم سوى مصالحهم الاقتصادية والتجارة المحرمة. وأوضح وزير الشؤون الدينية لدى نزوله ضيفا على برنامج (إضاءات) على القناة الإذاعية الأولى، أن مصدر العدوان على غرداية جاء من فئة ضالة أضاعت الأصالة بدل الدفاع عنها، واستغلت التنوع الثقافي بالمنطقة استغلالا سيئا لإذكاء نار الفتنة تحت غطاء مصلحة اقتصادية ومادية تصب في خانة التجارة الحرام على حد تعبيره، وهي التجاوزات التي ندد بها العلماء على اختلاف مذاهبهم.