أكّد رئيس الاتحادية الوطنية لمستخدمي قطاع التكوين والتعليم المهنيين مسعود بورغدة عمر أن وزارة محمد بدوي لم تفتح أبواب الحوار من أجل إيجاد حلول ناجعة لما يعانيه قطاع التكوين المهني في الآونة الأخيرة والتكفّل الحقيقي والجادّ بمختلف الانشغالات والمشاكل العالقة التي تخصّ عمّال القطاع. وفي هذا الصدد كشف بورغدة عن انعقاد دورة طارئة للمجلس الوطني للاتحادية في الأيّام القليلة المقبلة لتحديد نوعية وتاريخ الاحتجاج. أوضح بورغدة أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدها في مقرّ (السناباب) بباب الزوار شرق الجزائر العاصمة، أنه مع قدوم الوزير الجديد محمد بدوي الذي كان واليا لولاية قسنطينة تفاجأت النقابات بغلق أبواب الحوار، حيث راسلت الاتحادية الوزارة عدّة مرّات لطلب اللّقاء والعمل معا كشركاء اجتماعيين لكن لحد الآن لم تتلقّ أيّ ردّ، بل عادت الضغوطات وسياسة الإقصاء على الفروع النقابية لمختلف الولايات ولم يسلم منها حتى المنخرطين، حيث تعرّض البعض منهم للمتابعات القضائية ورفض الترخيص لانعقاد الجمعيات العامّة لتأسيس فروع نقابية جديدة رغم استوفائها الشروط القانونية المعمول بها. وأكّد المتحدّث أن عدّة فروع نقابية في عدد من ولايات الوطن تعرّضت للإقصاء والضغوطات، على غرار ولايات الشلف، تيارت وسعيدة، قائلا إن الإدارة ترغب في اعتماد النّظام الواحد والتعامل مع نقابة واحدة وهو الآخر الذي يخالف توجيهات الوزير الأوّل عبد المالك سلال الهادفة إلى فتح أبواب الحوار والتشاور مع جميع الشركاء الاجتماعيين. في هذا الصدد، أشار رئيس الاتحادية الوطنية لمستخدمي قطاع التكوين المهني إلى أن هذه الممارسات والضغوطات كانت السبب في الوقفات الاحتجاجية، على غرار عمّال المعهد الوطني للتبريد ببئر مراد رايس والمعهد المهني بالحرّاش. وفي هذا السياق، شدّدت الاتحادية على لسان رئيسها على تمسّكها بمطالبها المشروعة المتمثّلة في احترام التعدّدية النقابية والابتعاد عن سياسة الإقصاء والتهميش، إلى جانب مراجعة بعض بنود القانون الأساسي والنّظام التعويضي لمستخدمي القطاع الذي يبقى مرتبطا بقطاع التربية، وناشدت الوزير الجديد بفتح أبواب الحوار وانتهاج سياسة واضحة تطبعها الاستمرارية لا تتغيّر بتغيير المسؤولين خدمة للقطاع واستقراره. ومن جانب آخر، طالبت نفس الهيئة بأهمّية الاستفادة من مناصب مالية للترقية وخاصّة فئة الأساتذة وإدماج العمّال المتعاقدين في مناصب دائمة، وكذا توفير حصص سكنية للعمّال وتوفير طبّ العمل وإحصاء الأمراض المهنية. وفي ختام الندوة الصحفية أكّد نائب رئيس الاتحادية حجّاج لخضر من جهته أن النهوض بقطاع التكوين المهني هو ضمان نوعية جيّدة لتكوين أجيال فشلت في مشوارها الدراسي فتحت لها أبواب التكوين المهني والحصول على شهادة تسمح لها بولوج عالم الشغب، خاصّة مع استفحال ظاهرة التسرّب المدرسي.