إقبال قياسي تعرفه أسواق الشيفون المعروفة في الجزائر، فهذه التجارة الممنوعة في الجزائر لا تزال تنشط في الخفاء والعلن، لتلبي طلبات الطبقة الكادحة، والتي لا تستطيع اقتناء كل جديد، إلا أن الخطير في الأمر هو الإقبال على الألبسة الخاصة أو حتى بعض الأغطية والأفرشة القديمة، وهذا ما يضع العائلات تحت رحمة الأمراض المعدية والتي تنتقل إليهم بثمن لا يزيد عن 150 دينار.. يشهد حي السوريكال إقبالا كبيرا على الطاولات الطويلة والعريضة لبيع الشيفون بأبخس الأسعار تحجز مساحة كبيرة في السوق الفوضوي بحي 8 ماي 1945م التابع لبلدية باب الزوار، وهي ظاهرة غير قانونية وغير شرعية خاصة وأنهم يبيعون في طاولات خارج السوق اليومي دون اللجوء إلى محلات شرعية، يلجأ إليها االشباب وحتى الكبار للاسترزاق منها، فهي على حد قولهم تساعدهم لنقص كراء المحلات ودفع مستحقات الضرائب، وهناك إقبال كبير للمواطنين على تلك الطاولات من رجال إلى نساء وأطفال وموظفين بسطاء، وهذا راجع من جهة أخرى لانخفاض القدرة الشرائية لأغلب الناس نظرا لضعف الدخل الفردي بدلا من شراء الثياب في محلات بيع الألبسة الجديدة ومنها التركية مثلا التي أصبحت تباع بأسعار خيالية، فالفقير أصبح لا يتجول في تلك المحلات التي تجذب وتبهر كل من زارها بسلعها الباهرة وغالية الثمن، حيث وصل سعر بعض طواقم الأواني إلى 16مليون دج، والأمر يعني خاصة الوالدين اللذين لهما أطفال كثر، أو العاطلين عن العمل، حيث لا يقتصر الأمر على بيع الألبسة فقط بل كل أنواع الأغطية والفراش والثياب من اللباس الصيفي إلى الشتوي إلى الربيع ولباس الخريف والتي تباع القطعة من تلك الألبسة من 50 إلى 100 دج فوجد الناس ملاذا لهم فيها لتغطية حاجياتهم، والأمر لا يقتصر على الفقراء بل أصبحت ظاهرة عامة حتى الأغنياء يذهبن إلى اقتنائها وترى سياراتهم غالية الثمن لكن في الأخير هم يشترون الشيفون، دون أن ننسى تستطيع أن تكون ظاهرة مرضية تنقل العدوى بشكل غير مباشر.. ولقد شهد السوق الواقع في وسط باب الزوار، إقبالا كثيفا من طرف المواطنين، حيث يأتي البعض منهم من مناطق بعيدة في سبيل الظفر بسلعة جيدة بين أكوام الشيفون، والأمر ازداد منذ حلول فصل الشتاء بسب غلاء الألبسة الشتوية في المحلات، فكان هذا السوق بمثابة المنقذ لهذه العائلات، والأمر لا يتوقف عند الألبسة وإنما يمس الأغطية والأفرشة، فلا يهم من أين أتت الأغطية ولا أين صنعت ولا الأجساد التي استعملتها، فالمهم عند زبائن الشيفون هو الحصول على الدفء بسعر لا يتعدى 100 دينار!