فصل الشتاء هو موسم للخيرات والبركات لكنه لدى البعض فصل أسود تزيد فيه المعاناة والألم، خاصة لدى الفقراء والمحتاجين ممن يعيشون تحت الخط الأحمر، لم يجدوا من يتكفل بحرمانهم، ولم تسعفهم كرامتهم من التوجه نحو طلب العون والصدقة من أجل احتمال موجة الصقيع في محيط فقير، والأيتام هم أكثر فئة تعاني في صمت، ولهذا فإن العديد من الجمعيات أطلقت في الآونة الأخيرة العديد من الحملات التضامنية مع فقراء الشتاء. مليكة حراث تعتبر جمعية كافل اليتيم المتواجدة بالبليدة من أكثر الجمعيات الناشطة على أرض الميدان فيما يخص الأنشطة التضامنية، الموجهة في الأساس إلى فئة الأيتام المحرومين، وفي إطار أنشطتها الخاصة بالمشاريع التضامنية الشتوية لإعانة المحتاجين على تجاوز قساوة هذه الفترة الحرجة من السنة، أطلقت هذه الأخيرة مشروعا تضامنيا مميزا وهذا في طبعته الثانية، تحت شعار (أيادي الخير) يهدف إلى جمع 4 آلاف كسوة شتاء لفئة الأيتام.. وتأتي هذه الحملة بعد نجاح حملة جمع ألف بطانية شتوية خلال الفترة الماضية بنفس المنطقة والتي لقيت تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين.. وتسعى الجمعية من خلال هذا المشروع إلى جمع 4000 كسوة لصالح الأيتام من العائلات المعوزة تتمثل في معاطف وأحذية، وذلك بهدف إدخال الدفء والسعادة إليهم في هذا الفصل البارد. وشارك عدد من تلاميذ وأساتذة ثانوية هني رابح في خزرونة بالبليدة في حملة كسوة الشتاء التي أطلقتها الجمعية الخيرية كافل اليتيم لولاية البليدة بروح عفوية ونشاط أين وزعوا المطويات والمنشورات في الثانوية بمساعدة متطوعي الجمعية الذين شرحوا لهم طريقة العمل التي يستعنون بها لترويج مشاريع الجمعية بصفة عامة، كما لقيت المبادرة استحسان الطاقم التربوي للمؤسسة وعدد من المواطنين، حيث وجدت تجاوبا كبيرا وفعالا وسط طلبة الثانوية والعاملين وساهمت في نشر روح التكافل والتفاعل الإيجابي.. وحسب المكلف بالإعلام في جمعية كافل اليتيم ياسين بومدين فإن الألبسة الشتوية التي سيتم جمعها ستوجه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين 08 إلى 16 سنة، وارتأت الجمعية أن تكون خاصة بالأيتام المتمدرسين، وذلك بعد أن لاحظ أعضاؤها وجود عدد منهم يرتدون ألبسة وأحذية ليست شتوية لأن أمهاتهم لم يتمكن من اقتناء ألبسة لهم تتناسب وفصل الشتاء. لهذا فإن الهدف من هذه الحملة حسب نفس المتحدث هو اقتناء معاطف وأحذية شتوية تناسب الفصل إلى جانب مطريات يستعملها الأيتام عندما تتهاطل الأمطار في الشتاء، وأضاف بأن الشباب المتطوعين في الجمعية شرعوا في الترويج لهذه الحملة على نطاق واسع بالأسواق الكبرى والأماكن العمومية والمساجد من خلال توزيع مطويات تعرف بالحملة. الجدير بالذكر أن نفس الجمعية أطلقت في الفترة الماضية حملة لجمع 10 آلاف بطانية للأيتام وقد لقي المشروع تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين والمحسنين، هذه الحملة سمحت بجمع 8 آلاف بطانية، بينما لازال المحسنون يتوافدون لحد الآن على الجمعية للتبرع بالمزيد من البطانيات لتقترب الجمعية من الهدف الذي حددته قبل انطلاق الحملة ببلوغ 10 آلاف بطانية لتتمكن من تغطية احتياجات أيتام الولاية على الأقل في الغطاء لمواجهة برودة الأحوال الجوية خلال هذا الفصل البارد. وللإشارة فقد سارعت جمعية كافل اليتيم عبر كامل فروعها البالغ عددها 19 بتوزيع البطانيات على الأيتام والأرامل في وقفة تضامنية مع هؤلاء، وأبدى رئيس ذات الجمعية إصراره على مرافقة الأيتام لاسيما المحتاجين منهم سواء خلال الأعياد الدينية أو خارج دائرة المناسبات وبشكل مستمر ومنتظم لتخفيف الحمل على عائلاتهم، وقد تم توزيعها على الأرامل والأيتام.