أبدى العديد من أنصار المنتخب الجزائري لكرة القدم استياءهم من وزارة الشباب والرياضة التي يرأسها اللاّعب السابق لكرة اليد الدكتور محمد تهمي بسبب المبلغ المالي الذي حدّدته والمقدّر ب 40 مليون سنتيم جزائري لمرافقة منتخب الجزائر لكرة القدم في المونديال المقبل الذي سيقام في المدن البرازيلية خلال الصائفة المقبلة. كريم مادي حسب العديد من الشباب الذين طلبنا آراءهم بخصوص المبلغ المحدّد من طرف وزارة الشباب والرياضية لدفعه مقابل مناصرة (الخضر) في المونديال البرازيلي فإنه هذا المبلغ كبير جدّا ويساوي راتب عمل سنتين في العديد من المؤسسات الخاصّة والعامّة. وحسب هؤلاء فإن مبلغ 40 مليون سنتيم كبير جدّا ولا يمكن لجلّ الشباب الجزائري دفعه، لهذا السبب تمنّى كلّ من طلبنا رأيه في الموضوع أن يتمّ تخفيضه على الأقل إلى ما دون ال 30 مليون سنتيم، على غرار المبلغ الذي تمّ تحديده في المونديال الأخير الذي جرى في جنوب إفريقيا قبل أربع سنوات من الآن والمقدّر ب 25 مليون سنتيم. فرغم أن المبلغ الذي حدّدته آنذاك وزارة الشباب والرياضة الجزائرية ب 25 مليون سنتيم، إلاّ أنه لقي استياء كبيرا من طرف الجمهور الرياضي الجزائري، وتمّ وصفه بالمجحف في حقّهم، الأمر الذي قلّص عدد الجزائريين الذين حضروا مونديال 2010. وبالعودة إلى آراء الجمهور الرياضي الجزائري بخصوص مبلغ 40 مليون سنتيم لحضور كأس العالم المقبلة فقد تساءل الكثير من الشباب كيف لبلد يملك احتياطات مالية تفوق ال 200 مليار دولار وثروة نفطية هائلة لا يبالي بشباب يريد مناصرة منتخب بلادهم في أرض السامبا؟ وقال أحدهم: (لو كان الأمر يتعلّق بالتنقّل إلى البرازيل من أجل السياحة وما شابه ذلك فالأمر عادي أن يتمّ تحديد مبلغ 40 مليون سنتيم، لكن أن تكون السفرية من أجل مناصرة المنتخب الجزائري فهذا الذي لن نقبله وسنعارضه بشدّة كونه يخدم طبقة معيّنة من الشعب الجزائري وهي الطبقة الغنية الذين يصرفون في الليلة الواحدة في الملاهي الليلية ملايين السنتيمات، كما أن هذه الفئة من الشباب الجزائري لا تولي أيّ اهتمام للمنتخب الجزائري، فحتى وإن رافق العديد منهم منتخب الجزائر إلى البرازيل فحضورهم المونديال ليس لمناصرة اللاّعبين الجزائريين، بل للاستمتاع بجمال البرازيل ونسائهم، حيث سيدفعون لهم آلاف الدولارات مقابل المبيت مع واحدة منهن ليلة واحدة، واللّعنة على منتخب الجزائر في نظر هؤلاء). يأتي هذا الاستياء بعد تحديد تاريخ الفاتح من شهر فيفري المقبل للشروع في عملية التسجيل على مستوى مختلف الوكالات التابعة لوكالة أسفار الجزائر لكلّ من يريد مرافقة منتخب الجزائر إلى البرازيل. وكان وزير الشباب والرياضة الجزائر محمد تهمي قد صرّح الاثنين الماضي للقناة الإذاعية الجزائرية الثالثة الناطقة باللّغة الفرنسية بأن (المناصرين الرّاغبين في التنقّل إلى بلاد السامبا سيدفعون مبلغ 40 مليون سنتيم جزائري. وحسب ذات الوزير الذي يرأس اللّجنة المكلّفة بتنظيم نقل المشجّعين إلى بلاد (السامبا) فإن هذا المبلغ يتضمّن كافّة التكاليف المرتبطة بتذكرة الطائرة والإقامة في فندق ثلاث أو أربع نجوم وتذاكر المباريات والتنقّل بين مقرّ الإقامة الرئيسي والمدن الثلاث التي يلعب فيها المنتخب الجزائري ضد منافسيه في المجموعة الثامنة لحساب الدور الأوّل. للتذكير، فإن المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم سيلعب في المونديال ضمن المجموعة الثامنة، وسيخوض أوّل مواجهة له يوم 17 جوان المقبل أمام المنتخب البلجيكي في ملعب (بيلو أوريزون)، على أن يخوض المواجهة الثانية يوم 22 جوان في مدينة بورت أليغري أمام منتخب كوريا الجنوبية، ثمّ يختم مباريات دور المجموعات بمواجهته للمنتخب الرّوسي يوم 26 من نفس الشهر في مدينة كوريتيبا. فحظّ موفّق لمنتخب الجزائر في رابع مشاركة له في العرس العالمي لكرة القدم بعد دورات 1982 بإسبانيا، 1986 بالمكسيك و2010 بجنوب إفريقيا، وخلال جميع مشاركته خرج منتخب الجزائر من البطولة في الدور الأوّل.