اكتسبت أجهزة التكنولوجيا الحديثة أهمية واسعة في الحياة اليومية للأفراد، فمن الهاتف النقال إلى أجهزة الكميوتر بكل أنواعها وأحجامها، فهذا العالم الجديد الذي كشف لنا العديد من العوالم الخفية وسرع وتيرة الحياة وقلص حجم المسافات، تسبب من جهة أخرى في سلبيات عديدة نتيجة عدم حسن الاستعمال، فالإفراط في استعمال هذه الأجهزة الرقمية، جعل الفرد أينما كان يعتمد كليا عليها، فذاكرته غائبة بغيابها، وهذا ما أصبح يسمى لدى الطب الحديث بالخرف الرقمي.. ونشرت صحيفة ديلي تلغراف أن الأطباء في كوريا الجنوبية يشيرون إلى زيادة كبيرة فيما أطلقوا عليه (الخرف الرقمي) بين الشباب الذين أصبحوا شديدي الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية لدرجة لم يعودوا معها يستطيعون تذكر تفاصيل الحياة اليومية. وأشارت الصحيفة إلى أن كوريا الجنوبية من أكثر دول العالم ارتباطا بالعالم الرقمي، وأن مشاكل إدمان الإنترنت بين البالغين والأطفال كانت معروفة منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي. لكنها تطورت الآن إلى بداية مبكرة لما أطلقت عليه كوريا الجنوبية (الخرف الرقمي)، وهو يعني تدهور في القدرات الإدراكية بصورة أكثر شيوعا في أناس يعانون من إصابات في الرأس أو مرض نفسي. ويقول الأطباء إن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية وأجهزة الألعاب يعيق النمو المتوازن للمخ. ويضيفون أن المستخدمين الشرهين لهذه الأجهزة من المرجح أن يطوروا الجانب الأيسر من أدمغتهم تاركين الجانب الأيمن غير مستغل أو ناقص النمو. ومن المعلوم أن الجانب الأيمن للمخ مرتبط بالتركيز وإخفاقه في النمو يؤثر في الانتباه وسعة الذاكرة، وهذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى بداية خرف مبكر في نحو 15 بالمائة من الحالات. كما أن المصابين بذلك يعانون نقص النمو العاطفي، والأطفال أكثر عرضة للخطر من البالغين لأن أدمغتهم ما زالت في طور النمو. وأفاد الأطباء بأن الوضع يزداد سوءا مع زيادة نسبة المستخدمين للهواتف الذكية بين سن عشر سنوات و19 سنة لأكثر من سبع ساعات يوميا، حيث قفزت النسبة إلى 18.4 بالمائة بعد أن كانت 11.4 بالمائة العام الماضي. وحذروا من أن حالات العجز في نمو المخ غير قابلة للإلغاء، ودعوا إلى حظر وسائل الإعلام الرقمية في المدارس قبل أن يصير الأطفال مدمنين.