أثير كثير من الجدل حول التأثيرات الصحية السلبية لأجهزة المحمول على الكبار والصغار، وبمرور الوقت على الاستخدامات الواسعة لأجهزة المحمول في كافة أنحاء العالم، وانتشاره بين أيدي الأطفال الصغار، تزايدت النداءات والنصائح الطبية تحذر من مخاطر المحمول على أدمغة الأطفال الرضع على وجه التحديد، وظهرت دراسات علمية عديدة لتؤكد هذه المحاذير بعد أن ثبت أن بعض أنسجة الدماغ بدأت تتحسس وتتغير وظائفها مما سبب بعض الأورام للأطفال الرضع نتيجة تأثرهم بالإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عن أجهزة المحمول. وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك ازدياد في نسبة الإصابة بسرطان المخ لدى الأطفال بلغت عالمياً 21 % في السنوات العشر الأخيرة. عن حقيقة هذه الحالة، تقول الدكتورة ساندرا الشيباني، أخصائية الأطفال: (لعلنا قرأنا وسمعنا التجربة الطريفة التي قام بها اثنان من الصحفيين الروس، حيث قاما بوضع أجهزة بالقرب من بيضة دجاج نيئة، وبدأوا بالاتصال بتلك الأجهزة، وفتحوا خاصية العمل وقد وضعوا أجهزة تسجيل بدلاً من المتحدث، وبعد فترة وجيزة وجدوا أن البيضة قد أصبحت دافئة خلال خمس عشرة دقيقة، ثم لاحظوا ارتفاع درجة حرارتها بعد خمس وعشرين دقيقة، ثم وجدوها ساخنة جدا خلال أربعين دقيقة، وأنها قد أصبحت جاهزة للأكل بعد ساعة تقريباً. إن مخ الطفل الرضيع لا يختلف كثيراً من حيث خصائصه الفسيولوجية عن مكونات بيض الدجاج). وتكمل الدكتورة الشيباني: (هناك بالفعل دراسات علمية عديدة أجريت في أميركا ودول غربية أخرى على مجموعات مختلفة من الأطفال، بعد متابعات وملاحظات علمية دقيقة، وتبين أن الموجات الكهرومغناطيسية التي تصدر في ذبذبات الهواتف المحمولة تؤثر على خلايا المخ عند الأطفال الصغار، ولا سيما الرضع منهم، وأن أورام المخ الخبيثة أصبحت ثاني أسباب الوفاة من السرطان في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً في أوروبا والسبب الأول لوفاة الأطفال من السرطان في استراليا، لأن الخلايا في مرحلة النمو هذه تكون ضعيفة، وفي طور النمو، ولأن الدماغ جهاز حساس جدا، ويحوي مجموعة من الأنسجة الدماغية والألياف والأعصاب الحساسة، كما يتسبب ذلك في أضرار بالجهاز العصبي، مع ضعف المناعة عند الأطفال في هذا السن. كما أن هذه التأثيرات تظهر بشكل مباشر على الجهاز السمعي الداخلي لوجود العصبين العصب السابع والثامن القريبين جدا من الأذن. وتضيف الشيباني: (لقد أعلن خبراء في السرطان بمنظمة الصحة العالمية قبل أسابيع عن أن استخدام الهاتف المحمول قد يزيد خطر الإصابة بأنواع معينة من سرطان الدماغ لدى الإنسان ويتعين على المستهلكين البحث عن سبل عملية لتقليل الاستخدام، وهناك بعض الأدلة تشير إلى وجود صلة بين زيادة خطر الإصابة بورم دبقي وهو نوع من أنواع سرطان الدماغ واستخدام الهاتف المحمول. ومن ثم علينا أن نتوخى الحذر وألا نترك أجهزة المحمول للصغار ليعبثوا بها، أو نتركها قريبة منهم خاصة عند النوم، أو تتحدث الأم عبر المحمول لأوقات طويلة وهي تحمل طفلها، ويكون المحمول قريباً من رأسه، فعلى الأقل قد يسبب آلاماً أشبه بالصداع أو الدوار مع التكرار).