في الوقت الذي قام فيه عشرات الآلاف من مسلمي نيجيريا صلوات جماعية في مناطق مختلفة من البلاد من أجل ترسيخ وحدة البلاد، بمناسبة مرور مائة عام على وحدة الشمال مع الجنوب، قامت بعض المدارس الحكومية بحظر ارتداء الحجاب. لذلك شهدت بعض شوارع مدينة العاصمة الاقتصادية لاجوس احتجاجات لمواطنين وفتيات حظر عليها ارتداء الحجاب، حيث ذكرت صحيفة (بونش) النيجيرية، (أن الاحتجاجات كانت سلمية)، مشيرة إلى (أن الفتيات حملن يافطات تدين حظر الحجاب للمسلمات وتحث حاكم ولاية لاجوس بابتوندى فاشولا (مسلم) على السماح بارتداء الحجاب. من جانبها، قالت أولادينكا أولاونجوى، مفوضة التعليم بالمدينة الأكبر من حيث عدد السكان في أفريقيا، (إن ارتداء الحجاب والرموز الدينية مخالف لقوانين تعليم حكومة الولاية، وسيسمح لهن بارتداء الحجاب فقط عند الصلاة وقراءة القرآن). كما أضافت أولاونجوي (أنه تم عقد اجتماع مع مفوض الثقافة والشؤون الداخلية بالمدينة الحاج أنويلو مودامالو بحضور محامين وأولياء أمور لبحث هذه القضية، وتم اتخاذ قرار بمنع الحجاب والرموز الدينية الأخرى)، وحثت الطالبات اللاتي يرغبن في الاستمرار في ارتداء الحجاب على التحويل من المدارس الحكومية إلى المدارس الإسلامية الخاصة). جدير بالذكر أن السلطات التعليمية بمدينة لاجوس النيجيرية قد قررت العام الماضى منع تلميذات المدارس الحكومية من ارتداء الحجاب، بينما لاقت مبادرة تدشين (اليوم العالمي للحجاب) دعم زوجة نائب رئيس نيجيريا آمنة صمدي سامبو، بالإضافة إلى العديد من المشاركين المسلمين وغير المسلمين من أكثر من 100 بلد وغيرها من الشخصيات العالمية. جدير بالإشارة أن عددا من كبار رجال الدين المسلمين الذين حضروا الصلوات التي قام بها المسلمون من أجل الوحدة بين المسلمين، طالبوا الحكومة بالعمل على تحقيق العدالة بين المواطنين والتوقف عما وصفوه بالتمييز ضد المسلمين والتصدي بحزم لمثيري الفتن بين أبناء الديانات والأعراق المختلفة. من جانبه قال إسحاق أوليدي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بنيجيريا، على هامش إحدى الصلوات بمدينة لاجوس العاصمة الاقتصادية للبلاد، (نرفض استمرار تهميش المسلمين ونطالب السياسيين بالتوقف عن التدخل في شؤونهم)، بينما طالب آخرون بتنمية الشمال المسلم لوقف انتشار الفقر الذي يغذي أعمال العنف). لم تكن المرة الأولى التي تقوم فيها المدارس بحظر ارتداء الحجاب، حيث استجابت الحكومة النيجيرية في أكتوبر الماضي وأعلنت قرار السماح للبنات المسلمات بارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، بعد حملة إسلامية لرفع حظر ارتداء الحجاب وضغوط مارستها الجمعيات الإسلامية على الحكومة، بالإضافة إلى لقاءات جرت لمناقشة موضوع الحجاب بالمدارس العامة ومؤتمرات ولقاءات صحفية. في هذا الوقت، قالت (جماعة تعاون المسلمين في نيجيريا) (إنها تعتبر القرار انتصارا ل(ثورة الحجاب) لاسيما وأن ولاية (أوشن) تعد موطن قبيلة اليوروبا ثانية أكبر قبائل نيجيريا المسلمة بعد الهوسا، وتوقعت الجماعة أن تعلن بقية حكومات الجنوب نفس القرار في ولاياتهم خوفا من غضب المسلمين المتزايد).. على الجانب الآخر، كانت مجموعات وكنائس مسيحية هددت برفض القرار وعرقلة تنفيذه في المدارس التي تحمل الأسماء المسيحية والتي كانت تسيطر عليها الكنائس قبل أن تقرر الحكومة استرجاع المدارس التي بأيدي جماعات دينية مسيحية أو مسلمة. ويشكل المسلمون نحو 60 في المائة من عدد السكان البالغ عددهم حوالي 170 مليون نسمة ويقطن معظمهم في مناطق الشمال، بينما يشكل المسيحيون والوثنيون نحو 40 في المائة ويقطن معظمهم في الجنوب الذي يشتهر بإنتاج البترول.