ضحية جديدة لفتنة غرداية.. ومفقودون رفعت الحكومة، بأمر مباشر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيف الحجاج في وجه (الخلاطين) وصناع الفتنة ودعاة التخريب في غرداية، حيث قررت اتخاذ جملة من القرارات الحازمة الهادفة إلى إعادة الأمن إلى المنطقة التي تعد (قلب الجزائر)، والضرب بقوة على أيدي المخربين ومن يقف وراءهم من مشبوهين. وحرص وزير الداخلية الطيب بلعيز وهو يتحدث عن (فتنة غرداية) في ميكروفون التلفزيون الجزائري على التأكيد بأن القرارات المتخذة جاءت تنفيذا لأمر مباشر من الرئيس بوتفليقة، مشيرا إلى القيمة التي تحتلها غرداية في نظر رئيس الجمهورية والحكومة. وجاءت الزيارة التي قام بها وزير الداخلية الطيب بلعيز، مرفوقا بالمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل وقائد الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة إلى غرداية يوم الخميس لتؤكد جدية الحكومة، أكثر من أي وقت مضى، في إطفاء نار الفتنة التي تلتهم غرداية منذ مدة. وشدد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية على أن (الدولة عازمة على تطبيق قوانين الجمهورية بكل صرامة ضد أي من يمس بأمن شخص وممتلكاته). وأوضح الوزير بلعيز عقب لقاء جمعه بالسلطات الولائية والمنتخبين بغرداية والذي خصص للأحداث التي شهدتها المنطقة أن (القانون سيطبق من أجل استعادة النظام في إطار الاحترام الصارم لقوانين الجمهورية). وأعلن بلعيز أنه ابتداء من اليوم سيتم إنشاء بغرداية (مركز عملياتي) للأمن يسير بالاشتراك ما بين الدرك والأمن الوطنيين وذلك بهدف استتباب الأمن ووضع حد للاشتباكات المتكررة، مؤكدا في هذا الصدد أن (الدولة ستتصرف بصرامة وبإنصاف وفقا لقرارات العدالة ضد الأشرار ومثيري الشغب). وبشأن القرارات الجزئية التي اتخذت مع مسؤولي الأمن المدير العام للأمن الوطني وقائد الدرك الوطني صرح وزير الداخلية أن جهاز الأمن بمنطقة غرداية سيتم مضاعفته إلى ثلاث أو أربع من أجل إرساء وبصفة نهائية للنظام والهدوء. كل الشوارع والأحياء ببلديات ولاية غرداية ستكون مؤمنة، -يقول الوزير- أمام مسؤولي الأمن على التوالي اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني واللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني. وذكر السيد بلعيز -الذي كان مرفوقا بمسؤولي الأمن والدرك الوطنيين- بأنه كلف من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من أجل إيجاد الوسائل التي من شأنها أن تساعد على عودة الهدوء والنظام وذلك بمساهمة مختلف الفاعلين والخيرين والمجتمع المدني بهذه الولاية. وأكد الوزير ومسؤولو الأمن عزمهم على مكافحة كل أشكال التحريض على العنف وكل الظواهر التي من شأنها أن تمس بالأمن وبالمواطن وممتلكاته. وقبل ذلك قدم الوزير ومرافقيه من مسؤولي الأمن تعازيهم لعائلات الضحايا الثلاثة في أحداث غرداية والقرارة. من جهتها أعربت هذه العائلات عن امتنانها للدولة معربة عن أملها في (أن يكون هذا المصاب الذي خطّ بدماء أبناءهم فداء لاستقرار الجزائر). للتذكير، فإن مواجهات متكررة قد نشبت مجددا بين مجموعات من الشباب بعدد من أحياء مدينة غرداية بداية من أمسية الثلاثاء الماضي والتي استمرت إلى غاية يوم الخميس. وتم تجنيد قوات أمنية هامة تتشكل من فرق مكافحة الشغب للشرطة مدعمة بوحدات الدرك الوطني بغرض وقف هذه الاشتباكات وتأمين مختلف أحياء المدينة. وذكرت مصادر إستشفائية محلية أن 33 شخصا أصيبوا بجروح في هذه الأحداث من بينهم 8 وضعوا تحت العناية الطبية بقسم الاستعجالات بمستشفى "إبراهيم تيرشين" بغرداية. وتعرض نحو ثلاثين محلا ذي طابع تجاري وسكني لأعمال الحرق منذ ليلة الثلاثاء الماضي بعدد من أحياء المدينة التي انتشرت بها قوات مكافحة الشغب واستعملت القنابل المسيلة للدموع لوقف أعمال العنف كما ذكرت مصالح الولاية. وشهدت بعض أحياء مدن القرارة وبريان وغرداية خلال أشهر نوفمبر وديسمبر وجانفي الماضيين مناوشات بين مجموعات من الشباب التي تخللتها أعمال رشق بالزجاجات الحارقة ومواد مشتعلة. وتميزت هذه الأحداث بأعمال النهب والتخريب وحرق المنازل والمحلات التجارية. وضاعفت عدة شخصيات سياسية ودينية وعقلاء من نداءاتها لضبط النفس والهدوء والتسامح والتقارب بين سكان مختلف مدن ولاية غرداية. ضحية جديدة للفتنة لفظ الشاب بهدي بشير بن عيسى أنفاسه في عيادة الواحات بغرداية، ليكون الضحية الرابعة في أحداث غرداية والخامسة منذ اندلاعها في نوفمبر الماضي بدائرة القرارة المجاورة. الضحية الذي يبلغ من العمر 35 سنة وأب لطفلين، وُجد مرميا بحي باباوالجمة، الذي يشهد مشادات عنيفة طيلة منتصف الأسبوع الماضي، حيث استعصى على أي أحد تحديد هوية الضحية والتعرف عليه إلا بصعوبة. ومن جهة أخرى، كثرت إعلانات البحث عن مفقودين بغرداية، يُخاف من أن يكونوا في عداد الضحايا، خاصة في ظل استمرار أحداث الشغب. وقد شيّعت صبيحة أمس الجمعة بمقبرة الشيخ بابا السعد في غرداية جنازة الضحية الثالثة في أحداث غرداية، والمدعو باباوسماعيل عز الدين.