يتواصل الصراع التجاري الشرس بين قطبي المتعامل النقال أريدو وموبيليس على حيازة أكبر عدد ممكن من المشتركين في خدمة الجيل الثالث، وسط استمرار غياب المتعامل (جيزي) عن المنافسة، وفي انتظار امتداد الخدمة إلى كل ولايات القطر الوطني، ونجح المتعاملان "أوريدو" و"موبيليس" في ظرف شهرين في استقطاب عدد غير قليل من الزبائن. وعلى خلاف الأيام الأولى لانطلاق تسويق خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال في منتصف ديسمبر 2014 التي شهدت خلالها وكالات (موبيليس) و(أوريدو) إقبالا واسعا من قبل الزبائن واكتظاظا في مقراتهما، أصبح الزبون يلجأ إلى التزود بها بعد الاطّلاع على مزاياها سواء عبر الومضات الإشهارية أو عن طريق أشخاص قاموا بتجريبها. فبعد انطلاقة صاخبة ترجمت طول انتظار الزبائن لهذه الخدمة التي تحمل عدة فوائد في طياتها أصبح الزبون لا يكتفي بالسؤال عن كيفية الاستعمال فقط بل أصبح المتقدم إلى الشبابيك عازم على اقتنائها وهذا ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية عن السيدة جازية التي قصدت وكالة صوفيا لموبيليس (قرب البريد المركزي) قائلة أنها (لم تكن تملك هاتفا نقالا يتناسب مع هذه التقنية لكنها بمجرد أن اشترته تقدمت للوكالة للتزود بخدمة الجيل الثالث للهاتف النقال). ورغم أن الحجم المتوفر للربط بالأنترنيت ذات التدفق العالي ليس كافيا حسب ذات المتحدثة، إلا أنه "على المستهلك أن يعرف كيف يستغله في الوقت المناسب ودون الإفراط في استغلاله دون فائدة". ويوفر المتعامل (موبيليس) فيما يخص خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال عدة عروض تبدأ ب500 ميغا أوكتيه وصولا إلى 4 جيغا أوكتيه مع اختلاف سعر كل عرض كما يمكن للمشترك أن يقتني العروض انطلاقا من 750 دينار شهريا إلى غاية 3000 دينار. كما يمنح المتعامل لزبونه إمكانية الاستفادة من خدمات شبكة الانترنيت ذات التدفق العالي من خلال خدمة 3G الإضافي. ومع أن الزبائن يواصلون التوافد على وكالات المتعاملين الاثنين للهاتف النقال، إلا أنهم أجمعوا على ضرورة أن يعاد النظر في حجم الاستهلاك والأسعار المعروضة بحيث اعتبروها غير كافية ولا تمكن المستهلك من التحكم في استغلالها. وهذا ما أعرب عنه أحد الزبائن الذي قصد وكالة "أوريدو" بشارع ديدوش مراد للاستفسار عن كيفية اقتصاد الحجم المتوفر دون اللجوء في كل مرة إلى إعادة تعبئة الرصيد. وأكد نفس الزبون أنه (يعبئ 1000 دينار للحصول على 750 ميغاأوكتيه ويضطر أسبوعيا لإعادة التعبئة لأن ذلك الحجم غير كاف لتصفح الأنترنيت). ومن جهتهم تحدث الأعوان العاملون في الوكالتين المذكورتين خصوصا أولئك المكلفين بتوجيه الزبائن وتنظيم سير العمل عن تغير سلوك الزبائن الذين كانوا يتوافدون بأعداد كبيرة لمجرد الاستفسار، بحيث أصبحوا حسب هؤلاء الأعوان "يتقدمون مباشرة للتزود بهذه التقنية او للتعرف على آخر العروض في هذا المجال". وحسبما تمت ملاحظته في الوكالتين فإن الزبائن يميلون إلى الاستفادة من خدمات الأنترنيت عبر تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال المسبقة الدفع بينما يبقى الإقبال على صيغة الاشتراك الشهري متواضعا. واعتبر رئيس وكالة (صوفيا لموبيليس) السيد ياسين مهدي لخضاري أن (حوالي 75 بالمائة من مجموع الزبائن الذين يتوافدون يوميا على الوكالة (حوالي 400 زبون يوميا) يأتون للتزود بخدمة الجيل الثالث للهاتف النقال أو للاستفسار عنها). وهو ما يعني --يضيف السيد لخضاري-- الاهتمام الكبير من قبل الزبائن بهذه الخدمة وهو ما يدفع المؤسسة إلى التفكير في وضع عروض أفضل في المستقبل و بأسعار تنافسية". وتجدر الإشارة إلى أن كل من المتعاملين موبيليس وأوريدو انطلقا في تسويق شريحة الجيل الثالث للهاتف النقال ابتداء من النصف الثاني من شهر ديسمبر 2013 في انتظار إطلاق المتعامل الثالث لهذه الخدمة (جيزي) في وقت لاحق.