خبير يطمئن الأولياء بخصوص آثاره على أبنائهم أوضح يونس قرار، خبير التكنولوجيات الحديثة، أنه على الأسرة الجزائرية أن لا تخشى على أبنائها من انتشار استخدام الإنترنت، بعد إطلاق خدمة الجيل الثالث. مضيفا أننا أمام (جيل إلكتروني) بامتياز، يتعين التواصل معه، مثلما أن المحتوى الضار يستدعي التصدي له عبر استخدام هذه التقنيات وليس الاكتفاء بانتقادها، مشيرا إلى أن الهواتف الذكية هي الحل الأمثل لإحداث (الثورة الرقمية) في الجزائر. وأفاد قرار الذي حل ضيفا على برنامج (سر المهنة) على إذاعة القرآن الكريم، أن الجيل 3 له علاقة بالهاتف النقال، أتى بتكنولوجيات وحلول مختلفة، تبدأ سرعة التدفق من نصف ميغابيت وتصل نظريا إلى أكثر من 40 ميغابيت في الثانية، (المعدل من 4 إلى 5 ميغابيت، أسرع ب5 مرات عن خدمة ADSL المتوفرة في الجزائر). لا داعي للخوف! وعلى عكس بعض المخاوف، أوضح قرار أن التكنولوجيات الحديثة مرتبطة بالعديد من التخصصات التي لها علاقة بالمضامين، المواقع، الشبكات، التطبيقات، الشاشات والهواتف. فهذه الخدمات من المنتظر أن توفر الآلاف من مناصب الشغل للشباب الباحث عن التخصص في المجالات التي لها علاقة بأدوات التصميم، النص، الصورة، الصوت، إلخ. الأولياء مطالبون بتعلم هذه التقنيات والتواصل مع أبنائهم، كما أصر يونس قرار على ضرورة عدم التعامل مع الأبناء كأعداء و(صراع أجيال) بزرع الشك والتخوف والمنع. بل يجب بناء جسور ومصارحة، وجعلهم أصدقاء بهدف التقرب إليهم ومعرفة اهتماماتهم (كيف يفكر وماذا سيفعل في الإنترنت)، كأن ندعم الابن بهدف تطوير موهبته ونشرها عبر الإنترنت، حتى تتشكل له الجرأة لنشر أفكاره وربطه بأناس يبادلونه نفس الاهتمام، حتى تتشكل لدينا (شبكات اجتماعية نافعة) في مواجهة الشبكات الهدامة. وهذا لن يكون إلا بتعلم الأولياء هذه التقنيات ومن ثمة توجيه أبنائهم بفاعلية وبمفاهيم عامة تفيدهم ليس فقط في الإنترنت بل في الحياة عموما. سلبيات الإنترنت ليست مبررا.. وفي رده على سؤال لأحد المتصلين (حول الأخطار التي تواجه أبناءنا عبر استخدامات الإنترنت)، انتقد المتحدث النظرة السلبية التي يحملها البعض للتكنولوجيات الحديثة، التي شببهها الضيف ب(السكين) الذي يمكن أن تكون له استخدامات إيجابية أو سلبية ف(هذا مرتبط بالمستخدم بغض النظر عن الوسيلة). وأضاف أن (الأشخاص الذين يبحثون عن المنفعة للبلد مطالبون بتوفير المحتوى والمضمون النافع). وأشار إلى أنه يتعين عدم الخوف من المضامين السلبية الموجودة على النت. فالجزائر ليست استثناء في ذلك، بل كل الدول تعاني من المحتوى الذي يشجع على فساد الأخلاق والإرهاب والجريمة المنظمة. إلا أن الكثير من الدول واجهت هذه الآفات باتخاذ جملة من القرارات، التي يتعين على الجزائر اتخاذها، كإمكانية إلزام متعامل على منع الدخول إلى بعض هذه المواقع. أو توفير برامج الحجب للتحميل. إضافة إلى عمليات التحيسس بعدم المساس بقيم المجتمع. الجيل الثالث الحل لإحداث "الثورة الرقمية" في الجزائر وأكد يونس قرار، من جهة أخرى، أن خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال هي الحل الأمثل لإحداث (الثورة الرقمية) في الجزائر، لكونها توفر تدفقا عاليا للإنترنت في فترة قصيرة، مع إمكانية ربط شرائح كبرى من المجتمع بالإنترنت. وهو ما لم يكن ممكنا في السابق، بعد فشل العديد من المشاريع والبرامج التي أطلقتها الجزائر. حيث وخلال إشرافه على برنامج الجزائر الإلكترونية 2013 سنة 2008 بهدف تقديم الحلول لجميع الوزارات، وجد أن من بين أسباب فشل مشروع ربط العائلات الجزائرية بالإنترنت (أسرتك)، يعود إلى أنه بنهاية 2008 لم يتجاوز عدد أجهزة الكمبيوتر 50 ألف. في حين أن الهدف الذي سطر سنة 2005 هو بلوغ 6 ملايين جهاز كمبيوتر موزع على الأسر الجزائرية. وهو الأمر الذي لم نتجاوزه سنة 2013، بحسب المتحدث. وهذا ما استخدمته بعض الإدارات كمبرر لعدم توفير الحلول الإلكترونية.، كإمكانية تحميل وثائق البلديات عبر النت دون الحاجة إلى إلزام المواطن على التنقل إلى مقر البلدية. وبخصوص الضجة التي أحدثتها خدمة الجيل الثالث في الجزائر، أوضح المتحدث أن سببها مرجعه إلى (تردد) السلطات المعنية في إطلاقها منذ سنة 2004. هذا ما ترك تساؤلات لدى المواطنين. في الوقت الذي يعد فيه الجيل الثالث ليس اكتشافا جديدا، إنما هي مجرد خدمة جديدة، تتيح إمكانيات أكبر من حيث التخزين والسرعة والتحليل. أسعار الجيل الثالث ستعرف انخفاضا وفي سياق متصل، أشار غرار إلى أن الأسعار التي تم تداولها في الصحف كانت مرتفعة (في حدود 10 آلاف دينار)، لم تكن في متناول عامة الناس، مما كان سيتسبب في (فجوة رقمية). بينما اعتبر الأسعار التي أطلقت بها شركات الهاتف خدمة الجيل الثالث (مقبولة نوعا ما) هذا ما جعل أكثر من 500 ألف شخص يقرر الاشتراك في الخدمة بعد شهر من إطلاقها. وضرب مثالا بالبلدان المجاورة التي يساوي فيها سعر الاشتراك 1 من 20 من الأجر الأدنى المضمون، بينما يصل في الجزائر إلى 1 من 6. مشيرا إلى أن الأسعار ستعرف انخفاضا مع مرور الوقت.