كشف وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد موسى بن حمادي، أمس، عن الشروع في سحب دفاتر الشروط لرخصة الجيل الثالث للهاتف النقال ابتداء من الأسبوع المقبل، حيث يسمح للمتعاملين الثلاثة في سوق الهاتف النقال بالمشاركة في العملية، بالإضافة إلى متعامل أجنبي رابع لم يفصح عن هويته، على أن يتم تشغيل الخدمة الجديدة في الفترة الممتدة من جانفي إلى مارس ,2012 من جهة أخرى، أعلن ممثل الحكومة عن التحضير لإعداد دفتر شروط جديد لتسيير نشاط مقاهي الانترنت. وأوضح وزير القطاع السيد موسي بن حمادي أن سلطة ضبط البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال هي الهيئة الوحيدة المخول لها مهمة تنقيط المتعاملين الأربعة المهتمين بسوق الجيل الثالث من الهاتف النقال على أساس دفتر شروط يمكن سحبه من طرف المتعاملين ابتداء من الأسبوع المقبل، وعن أهم النقاط التي ستتم معالجتها من طرف سلطة الضبط -يقول الوزير- تخص معاينة مدى توسع شبكة المتعامل وخبرته الدولية في المجال وتحكمه في التكنولوجيات الحديثة، وتتوقع الوزارة حدوث قفزة رقمية جديدة في سوق الهاتف النقال خلال السنة القادمة. وبخصوص الإشاعات الأخيرة المروجة حول عدم السماح للمتعامل الريادي في الهاتف النقال اوراسكوم تيليكوم الجزائر ''جازي'' بالمشاركة في استغلال شبكة الجيل الثالث من الهاتف النقال بحجة مشاكله المالية مع بنك الجزائر، أكد ممثل الحكومة أن المتعامل برهن على قدرته في توفير الخدمة الجديدة لزبائنه، أما فيما يخص تزوده بالتجهيزات الضرورية فيمكنه التعامل مع مؤسسات أجنبية لها فروع هنا بالجزائر، في حين أشار الوزير بخصوص البند المتعلق بضرورة حصول المتعامل على خبرة دولية في مجال الهاتف النقال أن المتعامل التاريخي للهاتف النقال ''موبيليس'' لن يتأثر بهذه النقطة من منطلق أنه أثبت تحكمه في التكنولوجيات الجديدة ولديه شبكة واسعة من الزبائن تسمح له باستغلال الجيل الثالث من الهاتف النقال، وما سيساعده على تخطي هذه العقبة هو العمل الذي يتم حاليا ما بين مجلس إدارة المتعامل والمديرية العامة بغرض كسب الوقت واختيار شريك مرافق. وعلى صعيد آخر ومن منطلق أن الجيل الثالث يتطلب رفع نسبة تدفق الانترنت بالنسبة للهاتف النقال، أكد السيد بن حمادي أن مجمع اتصالات الجزائر استثمر الكثير من الأموال للرفع من نسبة استيعاب الشريط المار للانترنت ويرتقب، قبل نهاية السنة الجارية، رفع التدفق إلى 1 جيغا بايت، علما أن تدفق الانترنت للنقال لا يزيد حاليا عن 512 ميغا. أما فيما يخص عدد المتعاملين المهتمين بالمنافسة، أعلن ممثل الحكومة عن إبداء المتعاملين الثلاثة للهاتف النقال اهتمامهم بتوفير الخدمة بالإضافة إلى متعامل رابع لم يفصح عن هويته ويتعلق الأمر بمؤسسة أجنبية تقربت مؤخرا من مديرية سلطة الضبط للتسجيل وأبدت رغبتها في سحب دفتر الشروط، وحول إمكانية مشاركة المتعامل الرابع باقي المتعاملين من منطلق توفير الخدمات التقنية، أكد المسؤول أن سلطة الضبط هي الهيئة الوحيدة التي لها صلاحية قبول أو رفض الطلبات على ضوء ما يوفره المتعاملون حسب طلبات دفاتر الشروط. وعلى صعيد آخر، كشف ممثل الحكومة أن وزارته من خلال إطلاق خدمة الجيل الثالث ستقوم بتشجيع الشباب والمؤسسات الاقتصادية لتطوير المحتوى الوطني في مجال بوابات الانترنت، حيث سيسمح لمستعملي الهاتف النقال باستخدام هواتفهم للاطلاع على خدمات العديد من الهيئات الرسمية عبر ''بوابة المواطن''، منها قطاع العدالة، التربية، التعليم العالي والبحث العلمي والخدمات التي توفرها العديد من المؤسسات الاقتصادية ولذات الغرض، سيستفيد منتجو البرامج الإلكترونية من تحفيزات قانون المالية التكميلي 2011 في مجال تخفيض نسبة الرسوم الضريبية على كل إنتاج رقمي. وردا على استفسار العديد من المواطنين حول أسعار خدمات الجيل الثالث من الهاتف النقال، أشار السيد بن حمادي أن الوزارة حرصت على تخفيض تكلفة أعباء الاشتراك بالنسبة للمتعاملين التي حددت في مستوى ''المعقول''، بالإضافة إلى اعتماد صيغ جديدة للدفع كاقتطاع نسب تتراوح بين 3 و5 بالمائة من قيمة أرباح المتعاملين، وهذا حتى يتمكنوا من توفير الخدمة بأسعار معقولة لباقي الزبائن خاصة وأن الاستفادة من خدمات الجيل الثالث تستوجب هاتفا نقالا من الجيل الجديد. من جهة أخرى، تطرق وزير البريد إلى عملية تنظيم نشاط مقاهي الانترنت في القريب العاجل بعد اعتماد دفتر شروط جديد يسمح لسلطة الضبط بمراقبة محتوى البرامج المتداولة بهذه القاعات، مما يضع حدا -مستقبلا- للقرصنة المعلوماتية ويحمى فئة الأطفال من الوقوع فريسة لشبكات إجرامية، في حين حدد الوزير فترة تعميم استعمال بطاقات السحب الإلكترونية للدفع بين شهر نوفمبر وجانفي المقبلين، حيث سيكون مجمع اتصالات الجزائر، سونلغاز، الجزائرية للمياه من بين المؤسسات الأولى التي ستعمم الخدمة الجديدة وهو ما سيسمح لحاملي البطاقات المغناطيسية بدفع فواتيرهم مباشرة من أرصدتهم، من جهة أخرى ستجهز إدارة بريد الجزائر وكالات المؤسسات المذكورة بنهائيات لقراءة البطاقات المغناطيسية. من جهتهم، عرض المتعاملون الثلاثة في سوق هاتف النقال، أمس، عبر أجنحة الصالون الدولي لتكنولوجيات الإعلام والاتصال في طبعته الثامنة ''ميد أي تى'' المنظم ببهو قصر الثقافة مفدي زكريا في الفترة الممتدة من 26 إلى 28 سبتمبر الجاري، مدى قابلية شبكاتهم لاستعاب خدمات الجيل الثالث خاصة وأن التحضيرات شرع فيها منذ أكثر من سنتين، في الوقت الذي شهد الصالون المصنف ضمن أكبر التظاهرات الرقمية بالجزائر مشاركة -هذه السنة- أكثر من 150 مؤسسة بين وطنية وأجنبية تقترح مجموعة من الحلول التكنولوجية والبرمجيات وهي خدمات موجه للمواطنين والمؤسسات الاقتصادية.