قرّر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (الإنباف) استئناف التدريس بداية من يوم أمس الثلاثاء ووضع حدّ للإضراب الذي دام ثلاثة أسابيع ونصف، وهو الإضراب الذي أربك التلاميذ وأوليائهم وجعل شبح السنة البيضاء يلوح في الأفق رغم الجهود التي بذلتها وزارة بابا أحمد للتكفّل بانشغالات الأساتذة والمعلّمين. جاء قرار عودة الأساتذة والمعلّمين إلى التدريس بعد اللّقاء الثلاثي الذي جمع مساء الاثنين ممثّلي النقابة بوفد عن المديرية العامّة للوظيفة العمومية بحضور الوزير لدى الوزير الأوّل المكلّف بإصلاح الخدمة العمومية محمد الغازي وممثّلي الوزارة الوصية. وتمّ الاتّفاق في هذا اللّقاء على تلبية 11 مطلبا في انتظار الانتهاء من دراسة المطلب المتعلّق بالأجور. وفي هذا الإطار قال المكلّف بالإعلام لنقابة (الإنباف) مسعود عمراوي في تصريح للقناة الإذاعية الأولى: (نبقى متمسّكين بالمطالب التي لم تتحقّق) ويأمل من السلطات العمومية التي تمكّنت من تحقيق المطالب المدرجة في المحضر أن تستكمل ما تبقّى من أجل استقرار قطاع التربية. من جهته، أكّد المكلّف بالإعلام بوزارة التربية الوطنية فيصل حفّاف للإذاعة أن اللّقاء الذي تمّ مساء الاثنين أفضى إلى اتّفاق بين الأطراف المجتمعة على تلبية 11 مطلبا في انتظار معالجة مطلب الأجور الذي رفعه (الإنباف). وكشف فيصل حفّاف عن لقاء ثان جمع أمس الثلاثاء الوزير محمد الغازي بمدير الوظيفة العمومية وممثّلي وزارة التربية وممثّلي النقابات (الكنابست) و(السنابست) لبحث مختلف المطالب المرفوعة، موضّحا أن المطالب تختلف، كما دعا النقابات المضربة إلى العودة إلى العمل يوم الأربعاء. وكان مدير الموارد البشرية بوزارة التربية عبد الحكيم بوساحية قد أكّد أن الوزارة استجابت لأكثر من 80 بالمائة من مطالب النقابات ومستعدّة للتفاوض حول الانشغالات الأخرى التي لم ترفع في السابق إلى الوزارة في شكل وثيقة مكتوبة من طرف النقابات، على حد تعبيره. ووجّه المتحدّث رسالة طمأنة إلى التلاميذ وأوليائهم مفادها أن (شبح السنة البيضاء غير وارد). بوساحية أوضح لدى نزوله ضيفا أمواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية أن الوزارة لم تشرع بعد في قرار فصل الأساتذة رغم صدور حكم قضائي بعدم شرعية الإضراب مكتفية بإرسال الإنذارات، داعيا الأساتذة المضربين إلى العودة إلى مناصب عملهم والتعقّل، مؤكّدا أن أبواب الحوار مفتوحة أمام النقابات حول النقاط الثلاث العالق. وفي هذا الإطار، دعا مدير الموارد البشرية بوزارة التربية النقابات إلى إيقاف الإضراب والجلوس إلى طاولة المفاوضات من جديد حول النقاط الثلاث العالقة، مؤكّدا استعداد الوزارة للتفاوض بشأن كلّ النقاط الخلافية والاستجابة للمطالب التي تدخل ضمن صلاحياتها ورفع الانشغالات التي تتعدى صلاحياتها إلى الحكومة. واعتبر المتحدّث أنه من المستحيل استدراك الدروس إلاّ أن شبح السنة البيضاء غير وارد إطلاقا، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بكل جهودها من أجل امتصاص غضب النقابات بتلبية كل المطالب المطروحة على مستواها، فيما أكّد أن قضية تفعيل المنح بأثر رجعي منذ 2008 من اختصاص الحكومة ولا يمكن أن تقوم الوزارة بتلبيتها. ولم يستبعد بوساحية تأجيل امتحانات نهاية السنة فيما يخص شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط وشهادة التعليم الابتدائي في حال تواصل الإضراب قائلا إن بعض المطالب المطروحة من طرف النقابات صعبة وإمكانية تلبيتها مستحيلة، مشيرا إلى وجود ثلاث نقاط خلاف لم يتمّ الاتّفاق حولها بين الوصاية والنقابات، حيث ترى هذه الأخيرة أن الترقية في المتوسط والابتدائي إلى رتبة مفتش دون تكوين لا تتمّ، حيث تطالب النقابات المضربة بالترقية مباشرة وذكر نفس المسؤول في سياق حديثه أنه من غير المعقول أن يتمّ القفز من نقطة 10 إلى 14 مباشرة، مشدّدا على ضرورة احترام السلم الوظيفي والأقدمية، قائلا: (فلا يعقل أن يتمّ القفز والأمر أيضا يتمّ وفق مراحل وبموافقة الوظيف العمومي).