دق أعضاء الهيئة المنتخبة بولاية الطارف ناقوس الخطر حول أزمة مياه الشرب التي باتت من بين المعضلات التي استعصى معالجتها بسبب غياب التخطيط المحكم والدراسات العشوائية إلى جانب تأخر تجسيد البرامج التنموية للقطاعات المعنية و سوء التسيير والتوزيع لهذه المادة الحيوية وهي من بين النقاط المدرجة ضمن ملف مياه الشرب الذي دعا إليه المجلس الشعبي الولائي في دورة استثنائية لوضع النقاط على الحروف حسب أعضاء المجلس . انعقدت نهار الخميس الماضي دورة استثنائية للمجلس الشعبي الولائي الموسع طبقا لقانون الولاية الذي أدرج في جدول أعماله ملفا واحدا متعلقا بأزمة مياه الشرب التي قضت على الأخضر واليابس بمختلف مناطق وبلديات الولاية، حيث ذكر رئيس المجلس الشعبي الولائي في افتتاح هذه الدورة من ضرورة انعقادها في هذه الظروف الاستثنائية خاصة مع حلول موسم الحر وشهر رمضان المبارك الذي تكون فيه الجاحة كبيرة لمياه الشرب لاسيما بعد تذمر المواطنين وسلسلة الاحتجاجات التي شهدتها الساحة المحلية بسبب التذبذب الكبير في توزيع مياه الشرب وأزمة عطش عصفت ببلديات دائرتي بوحجار والذرعان في حين تشكو باقي بلديات الولاية من النقص الفادح في توزيع مياه الشرب الذي يصل إلى مرة واحدة لمدة ثلاثة أيام في أحسن الأحوال إلى غاية مرة في الأسبوع ومرة كل 15 يوما، وقد أكد رئيس المجلس الشعبي الولائي على ضرورة التكفل بانشغالات المواطنين المتعلقة بمياه الشرب وإيجاد الحلول اللازمة في وقتها دون تأخير وعليه أعلن هذا الأخير تنصيب خلية متابعة هذا الملف الهام وكل ما يتعلق بمياه الشرب على مستوى الهيئة الولائية المنتخبة قبل أن يتفاقم الوضع من جهته كشف والي الولاية على تنصيب خلية أزمة بالولاية يترأسها بنفسه لمتابعة أزمة مياه الشرب ووضعية توزيعها، وقد أعطى المسؤول الاول التنفيذي بالولاية تعليماته لرؤساء الدوائر بفتح باب الحوار مع المواطنين وإيجاد حلول لمشكل المياه ولو بصيغة ظرفية إلى أن يحل الأمر نهائيا من خلال مختلف المشاريع المسجلة لتزويد المناطق المتضررة بمياه الشرب على غرار دائرتي الذرعان وبوحجار. وقدر عرفت هذه الدورة نقاشا ساخنا حول هذا الملف الذي طرح من قبل لمناقشته خلال الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي سنة 2013 أين التزمت مديرية الموارد المائية بتجسيد عدة مشاريع على غرار مشروع تزويد المناطق الغربية التي ضاقت ضرعا من المياه المالحة بمياه عذبة انطلاقا من القناة الرئيسة العابرة إلى عنابة من سد ماكسنة وهو المشروع الذي لم ير النور من عدة سنوات حيث تعهدت الجهات المعنية خلال تلك الدورة بالانتهاء من هذا المشروع وتسليمه خلال شهر جوان سنة 2014 هذا إلى جانب تزويد مدينتي القالة وبوثلجة بمياه أبار بوقلاز هذا إلى جانب مشاريع أخرى تعهدت بإتمامها الجهات المعنية دون أن يتحقق ذلك وهو الأمر الذي جعل أعضاء الهيئة المنتخبة تزدادون غضبا من كيفية التعامل مع مثل هذه المشاريع الهامة وما دفع هذه الهيئة بتنصيب خلية متابعة هذا الملف، وقد أعاب معظم المتدخلين من أعضاء المجلس الشعبي الولائي على الجهات المعنية المسؤولة عن غياب تشخيص حقيقي لهذا الوضع الذي احدث أزمة بمختلف مناطق ولاية الطارف هذه الأخيرة التي تعتبر بمثابة جزيرة عائمة على بحر من المياه الجوفية ناهيك عن ثلاثة سدود في الخدمة وسد رابع قيد الانجاز كما ذكرنا تشكو العطش متسائلين في الوقت نفسه ما هو السبيل الأنجع للخروج من هذه الأزمة التي ممكن أن تعصف بهذه الولاية من خلال الاحتجاجات المتواصلة للمواطنين ؟ .