قرر مسؤولو عدة مدن فرنسية تعزيزات أمنية إضافية تحسبا لمباراة الجزائروألمانيا، ولتسيير ظروف ما بعد المباراة ، خاصة بعدما حصل يوم الخميس عقب تأهل الخضر للدور الثاني من مونديال البرازيل.وكانت الشرطة الفرنسية و بعد لقاء الجزائر وروسيا، الخميس الماضى، ألقت القبض على 75 جزائريا ، في غمرة احتفالات التأهل إلى الدور الثاني ثم تحولها في بعض المدن إلى أعمال عنف، واعتداءات على رجال المطافئ، وحرق السيارات، وهي الأعمال التي وجدت فيها السلطات الفرنسية مبررات كافية لمنع الجالية الجزائرية من إقامة الاحتفالات بعد فوز المنتخب الوطني، ويحدث هذا على الرغم من أن جريدة لومند كشفت أن العديد من أشرطة الفيديو المتداولة، وفيها جزائريون يمارسون العنف كانت مركبة وتم توزيعها على نطاق واسع من قبل أنصار مارين لوبان. وقد اتخذ اليمين الفرنسي، من الاحتفالات التي تقيمها الجالية الجزائرية بفرنسا، بمناسبة فوز المنتخب الوطني، وتأهله للدور الثاني، مطية لرفع مطالب»عنصرية» للحكومة الفرنسية، بدعوى قيام الجزائريين بالعنف خلال الاحتفالات التي يقيمونها في عدم مدن فرنسية. كما اتخذت تدابير أمنية بمقاطعة نيس،، تحسبا لما وصف «انزلاقات قد تحصل»، فور انتهاء مباراة الجزائروألمانيا، حيث اتخذ عمدة «نيس» كريستيان استروسي ، قرارا أمس بمنع استخدام الأعلام الأجنبية «قصد التباهي» طيلة بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في البرازيل.ويعنى بالقرار أكثر رفع العلم الجزائري، حيث وقع المرسوم عشية مباراة الجزائرألمانيا، بالبرازيل، ومنع رفع الأعلام للاحتفال بين الساعة السادسة إلى الرابعة صباحا، وذلك إلى غاية انتهاء بطولة كأس العالم.وبرر استروسي مرسومه «الحفاظ على النظام العام والهدوء وتجنب الانزلاق»، كتلك التي حدثت في ليلة 26-27 جوان في منطقة باريس، و بالقرب من ليون ومرسيليا وشمال. وأفاد «منذ بداية كأس العالم، ونحن نواجه للأسف سلوكات غير مقبولة، تؤثر على السكينة العامة، ولا يمكننا أن نقبلها، فهي مثال على فقدان سلطة الدولة« وتابع «لذلك قررت أن أفرض هذا النظام لتوفير الوسائل القانونية من أجل إتاحة التدخل ووضع حد لهذه الممارسات«.وقد وجدت بعض الحساسيات السياسية الفرنسية، في الأعمال العنف التي انطلقت الخميس الفارط بمناسبة تأهل الجزائر للدور الثاني في مونديال البرازيل، سببا لرفع مطالب عنصرية ضد الجزائريين، وبعد صمت دام أشهر، نطقت هذه المرة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، لتطالب السلطات الفرنسية بوقف الهجرة وقالت أن من قام بتلك الأعمال، هم الذين وجدوا صعوبة في الاندماج، وطالبت بتشديد قوانين الهجرة وإلغاء الجنسية المزدوجة، حيث حثت سلطات بلادها على تخيير الجزائريين بين الجنسية الفرنسية و»الجنسية الأخرى« حتى أنها لم تنطق بالجنسية الجزائرية.واستغلت لوبان هذه الأحداث وحالة الاستنفار لدى الشرطة الفرنسية قبل مباراة الجزائر مع ألمانيا، لتقول إن ذلك «تعبير عن فشل تام في سياسة الهجرة، والرفض المعلن من قبل بعض مزدوجي الجنسية للاندماج». وتابعت القول: «لا بد من الاختيار بين أن تكون فرنسيا أو شيئا آخر«.وكانت مارين لوبان قد اتهمت، في ندوة صحفية، مؤخرا، مشجعي الفريق الجزائري بالعنف والإضرار بالممتلكات، واستندت في مزاعمها على ما قالت « أشرطة فيديو التي تم نشرها على شبكة الأنترنت«، وهو دليل دحضته صحيفة «لوموند»، الأسبوع الفارط، بعد أن كشفت أن العديد من تلك الصور سرّبها مناضلون في حزب لوبان وكانت «صورا مزورة» لتأليب الرأي العام الفرنسي ضد كل ما يرمز للعرب والمهاجرين.وحسب ما ورد بصحيفة «لوبوان» الفرنسية فقد تم استقدام المئات من رجال الشرطة والدرك في مقاطعات ليون ومرسيليا وليل، من أجل التحكم في ظروف ما بعد مباراة الجزائروألمانيا، في دور الثمانية ببطولة كأس العالم ، كما تم حشد في ليون، أكثر من 500 شرطي، من بينهم أربع وحدات متحركة، أي أكثر من القوات التي يتم حشدها في مباريات الديربي بين ليون وسانت إيتيان أو احتفالات رأس السنة.وسخر في مرسيليا، أكثر من 400 شرطي كما تم تعزيز الاستعدادات الأمنية في بوردو وستراسبورغ وباريس.