وأكدت مصادر «الشروق»، أن لقاءين عقدا بين القيادات الأمنية في الدول الثلاثة تونسسورياوالجزائر، لأول مرة خلال الأسبوع الجاري، في كل من تونس العاصمة والجزائر، تم خلالهما تبادل بعض المعلومات، عن السوريين والعائدين من سوريا بشكل خاص، و بعض القياديين من دول المنطقة، في ما يعرف باسم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروفة اختصارا باسم «داعش».ولم تكشف مصادرنا مزيدا من المعطيات، حول اللقاءات، واكتفت بالتأكيد على أن الأمر يتعلق بتنسيق أمني، هو الاول من نوعه بشكل خاص بين تونسوسوريا، منذ ان قطعت تونس علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، إبان اندلاع موجة الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد سنة 2011، يخص تحديدا تبادل المعلومات حول نشاط «داعش»، اضافة الى معلومات عن شبهات بتواجد سوريين من «داعش» في كل من الجزائروتونس.واشارت المصادر الى ان التنسيق الأمني بين الدول الثلاثة المذكورة، جاء في وقت تزايد فيه عدد السوريين الوافدين الى دول المنطقة خاصة الجزائر، التي لا تفرض تأشيرة على السوريين، إضافة إلى التقارير الاستخباراتية الغربية التي تتحدث عن عودة مقاتلين من «داعش» الى الاراضي الليبية، وتسللهم نحو تونس، كما ان السوريين المتسترين وراء الهروب من جحيم الأحداث، واحترفوا الشحاتة بدول المنطقة تحوم حولهم شكوك كبيرة، في امكانية رصدهم لمواقع وقيامهم بأي دور لزعزعة استقرار المنطقة، التي ظلت عصية على «داعش» بشكل عملي، بفعل الاجراءات الأمنية الاحترازية، في كل من تونسوالجزائر، رغم حجم التهديدات، وتردي الأوضاع الأمنية في ليبيا، وانتشار السلاح في أيدي الجماعات المتشددة المرتبطة بهذا التنظيم.وكانت السلطات الجزائرية، قد أوقفت خلال الأسبوع الجاري 210 أشخاص من جنسية سورية قصدوا الجزائر، بوثائق رسمية، وكانوا في طريقهم برا نحو الأراضي الليبية، رغم أن الحدود البرية مع ليبيا مغلقة، في الجزائر منذ شهر ماي الماضي، الا ان التحقيقات بينت ان هؤلاء مرتبطون بشبكات تهريب البشر نحو أوروبا، انطلاقا من ليبيا حيث تتكفل بهم هذه الشبكات، عبر فرعها في الجزائر وتوصيلهم الى ليبيا، ثم تقوم فرع ليبيا ببقية المهمة، إلا إن الوضع الأمني الراهن وتهديدات «داعش» بنقل المعركة للمنطقة، اعاد حسابات السلطات الأمنية في الجزائر في مجال التعامل مع الرعايا السوريين.وكشف المصادر، أن اللقاءات مع الوفد الأمني السوري، كانت مثمرة من دون تفاصيل آخرى، وسمحت للسلطات الأمنية في كل من تونس و الجزائر، بالاطلاع على بعض المخططات التي تنتهجها «داعش» في عملياتها الاجرامية، بحكم تجربة السوريين مع هذا التنظيم .