اجتمع مسؤولون وخبراء أمنيون من الجزائروتونس مع وفد عسكري مثّل الحكومة السورية في تونس العاصمة، لتنسيق المواقف الأمنية والعسكرية حول مخاطر انتقال جماعة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة اختصارا باسم "داعش" لتأسيس فرع لها في منطقة المغرب العربي. وذكرت صحيفة "الشروق" التونسية على موقعها الالكتروني أن "الاجتماع الطارئ ناقش تزايد نفوذ الجماعات السلفية الجهادية في المنطقة وكيفية تبادل المعلومات الآنية حول شبكات التجنيدوتنقل المقاتلين، لإجهاض مخططات "داعش" التي تسعى لتوسيع رقعة معاركها خاصة في تونس". وأكدت الجريدة نقلا عن مصادر أمنية أن " لقاءين عقدا بين القيادات الأمنية في الدول الثلاث تونس، سورياوالجزائر، لأول مرة خلال الأسبوع الجاري، في كل من تونس العاصمة والجزائر، تم خلالهما تبادل بعض المعلومات، عن السوريين والعائدين من سوريا بشكل خاص، وبعض القياديين من دول المنطقة، في ما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ". وتستهدف تلك اللقاءات الأمنية عالية المستوى بين ممثلين عن حكومات الجزائروتونسوسوريا، التحضير لاحتمال انتقال القتال الدائر حاليا بين جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، ومعارضيها من السلفيين الجهاديين الموالين للظواهري في سوريا إلى تونسوالجزائر وليبيا والمغرب. ولم تكشف الجريدة التونسية أسماء القيادات التي حضرت ولا مكان اللقاء بدقة، لكنها اكتفت بالتأكيد على أن الامر يتعلق بتنسيق أمني، هو الأول من نوعه بشكل خاص بين تونسوسوريا، منذ أن قطعت تونس علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، إبان اندلاع موجة الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد سنة 2011، يخص تحديدا تبادل المعلومات حول نشاط "داعش"، إضافة الى معلومات عن شبهات بتواجد سوريين من "داعش" في كل من الجزائروتونس. وأشار المصدر إلى أن التنسيق الأمني بين الدول الثلاثة المذكورة، جاء في وقت تزايد فيه عدد السوريين الوافدين إلى دول المنطقة، خاصة الجزائر، التي لا تفرض تأشيرة على السوريين، إضافة إلى التقارير الاستخباراتية الغربية التي تتحدث عن عودة مقاتلين من "داعش" إلى الأراضي الليبية، وتسللهم نحو تونس، كما أن السوريين المتسترين وراء الهروب من جحيم الأحداث، واحترفوا الشحاتة بدول المنطقة تحوم حولهم شكوك كبيرة، في إمكانية رصدهم لمواقع وقيامهم بأي دور لزعزعة استقرار المنطقة، التي ظلت عصية على ÇداعشÈ بشكل عملي، بفعل الإجراءات الأمنية الاحترازية، في كل من تونسوالجزائر، رغم حجم التهديدات، وتردي الأوضاع الأمنية في ليبيا، وانتشار السلاح في أيدي الجماعات المتشددة المرتبطة بهذا التنظيم. وكانت السلطات الجزائرية، قد أوقفت خلال الأسبوع الجاري، 210 أشخاص من جنسية سورية قصدوا الجزائر، بوثائق رسمية، وكانوا في طريقهم برا نحو الأراضي الليبية، رغم أن الحدود البرية مع ليبيا مغلقة، في الجزائر منذ شهر ماي الماضي، إلا أن التحقيقات بينت أن هؤلاء مرتبطون بشبكات تهريب البشر نحو أوروبا، انطلاقا من ليبيا، حيث تتكفل بهم هذه الشبكات، عبر فرعها في الجزائر وتوصيلهم إلى ليبيا، ثم يقوم فرع ليبيا ببقية المهمة، إلا أن الوضع الأمني الراهن وتهديدات "داعش" بنقل المعركة للمنطقة، أعاد حسابات السلطات الأمنية في الجزائر في مجال التعامل مع الرعايا السوريين. ووصفت المصادر اللقاءات مع الوفد الأمني السوري، بالمثمرة من دون تفاصيل أخرى، وسمحت للسلطات الأمنية في كل من تونسوالجزائر، بالاطلاع على بعض المخططات التي تنتهجها "داعش" في عملياتها الإجرامية، بحكم تجربة السوريين مع هذا التنظيم.