يستعد ألاف التلاميذ لاجتياز صبيحة الأحد امتحان العمر من أجل الفوز بمفتاح يفتح أبواب المستقبل لهم من خلال تسهيل عبورهم للمرحلة الجامعية، و رغم أن التحضيرات التي تقوم بها وزارة التربية لا تختلف كثيرا عن امتحاني نهاية المرحلة الابتدائية و المتوسطة، لكن البكالوريا تتخذ كل سنة الخصوصية لأهميتها كونها تنقل التلاميذ إلى مرحلة تعتبر أسهل مما سبقها و تمنحهم لقب الطلبة و تجعلهم أقرب لحمل شهادات عليا. ورغم أن العرس عرس وزيرة القطاع “نورية بن غبريط” إلا أن الكثير من الجهات تدعم القطاع لضمان سيره بشكل حسن ، حيث جندت وزارة الدفاع أفراد الجيش الذين وزعتهم عبر الجبال و المناطق المتاخمة للبلديات ، و رجال الدرك سيتولون إلى جانب الشرطة مهمة تأمين مراكز إجراء الامتحانات كل حسب مكان تواجده مع تأمين نقل الأسئلة ، فيما يتواجد بكثافة رجال الحماية المدنية بكل المراكز تأهبا للتدخل حال الحاجة إليهم ، و بالنسبة للصحة فسيتم تجهيز أقسام لتكون قاعات علاج طيلة أيام الامتحانات لتمكين التلاميذ من الرعاية الصحية في حالة الضرورة.أما وزارة التربية فأبرقت لمديرياتها جميع الإجراءات و القوانين التي سيتم العمل بها لضمان السير العادي للامتحانات، حيث تم عقد اجتماعات مع الأساتذة المكلفين بالحراسة صبيحة الخميس تليت على مسامعهم كل المعلومات التي يحتاجون إليها كما أبلغوا بكل المستجدات من أجل تفادي وقوع حالات غش من جهة و السهر على راحة التلاميذ من جهة أخرى، كما تم تلقينهم جل التقنيات المبتكرة في مجال الغش ليتم كشفها في حال محاولة أحد المترشحين اللجوء إليها. لا نقال و لا سجائر تنفيذا لتعليمات الوزارة تم إعلام الحراس بعدم إحضار الهاتف النقال إلى داخل مركز الإجراء كما حال التلاميذ بالضبط ، مع التشديد على عدم التدخين خلال وقت الحراسة مهما كانت الظروف، كما يمنع على الحراس التغيب لأي سبب كان إلا في حال المكوث بالمشفى، و سيتم تطبيق إجراءات صارمة في حالة عدم الالتزام و على رأس العقوبات خصم 20 بالمئة من منحة المردودية و الإحالة على المجلس التأديبي ، و جاء الإجراء للقضاء على ظاهرة تغيب الحراس مثلما حدث العام الماضي ما جعل رؤساء المراكز في موقف صعب. 14 أستاذا احتياطيا و مغادرتهم المراكز ممنوعة و كإجراء جديد أقرت الوزارة بضرورة وضع 14 أستاذا في القائمة الاحتياطية حيث يمنع عليهم مغادرة مراكز الإجراء حتى انتهاء الوقت الرسمي للامتحانات، و يستعين رئيس المركز بهم عند خروج التلاميذ لدورات المياه أو الذهاب للعيادة الطبية أو على مستوى خلية الاتصال. منع الاحتكاك مع المترشحين و تجنب المشي بين الصفوف كما تم إصدار قرار بتجنب الاحتكاك مع المترشحين و الحراس و تفادي الكلام الجانبي و الخافت بينهم لعدم حدوث شوشرة و تأويلات بوجود علاقة بينهما ، مع منع مشي الحراس بين الصفوف أو قراءة إجابة المترشح لأي سبب كان لعدم تشتيته أو إدخاله داخل دائرة الشك عند إبداء أي تعبير بعد قراءة الاجابة.البكالوريا امتحان له أهميته البالغة بالنظر لكونه منعرج حاسم في حياة التلاميذ ، ما جعل الوصاية تجتهد كل سنة بإصدار قوانين جديدة لإعادة الثقة بامتحان البكالوريا من جهة و لضمان راحة التلاميذ من جهة أخرى ليبقى القول أن الدولة توفر كل الامكانيات المادية و البشرية لإنجاح امتحان “الباك” ليكون الباقي على كاهل التلميذ المطالب بالمراجعة و الثقة بنفسه و إبعاد أفكار الاتكالية و الغش، لأن الوزارة كما اجتهدت لضمان راحتهم نصت قوانين صارمة بحق الغشاشين و المتلاعبين بسمعة امتحان البكالوريا الذي يعتبر عرسا يشارك فيه سنويا كل الجزائريين كونهم معنون به سواء من قريب عن طريق أبنائهم المترشحين أو من بعيد باعتباره يحتل صدارة الاهتمامات المواطنين على اختلاف أعمارهم و مستوياتهم.