سجلت أسعار قطع الغيار المستوردة من بلدان المنشأ باتجاه الجزائر في الآونة الأخيرة قفزة جديدة بزيادة في الأسواق تتراوح مابين ال 15 و20 بالمئة هذا مقارنة بالسنة الفارطة حيث شهدت الأسعار حينها ثباتا نوعا ما بالرغم من التقلبات المالية التي عرفتها الأسواق العالمية خاصة الأوروبية والأسيوية اللتين تبقيان أهم مصدرين لتموين الجزائر بالسيارات وقطع الغيار. وحسب تصريحات عدد من تجار قطع الغيار بالتجزئة بحي 60 مسكنا بالمنقاس بالحجار بولاية عنابة فإن هذه الزيادة في السعر تعود بالأساس إلى تجار الجملة بعين مليلة والمحمدية بوهران والمدية وتيزي وزو والحميز بالعاصمة الذين قاموا برفع سعر الجملة لقطع الغيار المختلفة والخاصة بالوزنين الخفيف والثقيل على حدا سواء بالإضافة إلى الزيادة في أسعار لواحق السيارات الجديدة والتي تتزامن هده المرة حسب التجار مع ارتفاع في أسعار السيارات الجديدة المستوردة من مختلف الأسواق العالمية بنسبة ال 30 بالمئة. من جهتهم يبرر معظم تجار الجملة أسباب هده الزيادة إلى ارتفاع تكاليف شحن حاويات السلع من قطع الغيار القادمة من الدول الأسيوية مثل الصين والهند وكذا الأوروبية منها على غرار فرنسا وألمانيا فضلا عن انخفاض قيمة الدينار أمام الدولار والأورو ناهيك عن الإجراءات الجمركية الجديدة التي اتخذتها المديرية العامة للجمارك مؤخرا والتي شددت على محاربة ظاهرة التقليد ومنع أي سلع غير أصلية من الدخول إلى الموانئ الجزائرية على عكس السنوات الماضية حيث كان بعض التجار بسبب التحايل يتمكنون من إدخال قطع غيار مقلدة وبيعها في السوق بأسعار منخفضة مقارنة بالأصلية كما نجد في المقابل أن العديد من أصحاب محلات التجزئة أصبحوا يفكرون جديا في تغيير نشاطهم أمام استمرار الزيادة التي أصابت تجارتهم بنوع من الركود بعدما أصحاب السيارات والشاحنات يلجؤون إلى أسواق الخردة لبيع قطع الغيار القديمة لمختلف السيارات والشاحنات الموجودة على مستوى عدة ولايات على غرار كل من تيجلابين ببومرداس والجزار باتنة وعين مليلة بأم البواقي وبورويس بالشلف وتجنانت بميلة وعين الباردة بعنابة تلك الأسواق التي تباع فيها قطع الغيار لمختلف السيارات والشاحنات بغض النظر عن مصدر تلك القطع التي يبقى المواطن هذه الأيام لا يهمه سوى الحصول على قطعة الغيار التي يريدها وبسعر منخفض عن الأسعار الجديدة وتتحدث مصادر على دارية بأسواق الخردة أن الأخيرة تعرف انتعاشا ملحوظا. حيث أضحت تستقطب يوميا مزيدا من الزبائن القادمين من مختلف ولايات الوطن بالرغم من حالة الشك التي ما تزال تخيم على نفوس المواطنين القاصدين إليها خوفا من المجهول بسبب الحكايات الكثيرة التي تتحدث على أن تلك الفضاءات تعد مركزا للسيارات المسروقة التي يتم تفكيكها وإعادة بيعها كقطع غيار الأمر الذي ينفيه تجار أسواق الخردة ويعتبرون كل السلع المعروضة مصدرها السيارات التي تتعرض لحوادث مرور حيث يعملون على شرائها من أصحابها قبل إعادة تفكيكها وبيعها بأسعار معقولة.