يعيش بائعو أجهزة باقة "بي إن سبورت" الرياضية القطرية حالة من الركود الكبير بسبب ارتفاع الأسعار وعزوف عشاق الكرة المستديرة عن الاشتراك في الباقة "البنفسيجة". قامت "آخر ساعة" بجولة تنقلت خلالها بيت محلات بيع أجهزة الاستقبال في ولاية عنابة وخصوصا الموزعين المعتمدين لأجهزة "بي إن سبورت" وذلك من أجل الوقوف على حقيقة هروب الجزائريين من دفع الأموال من أجل متابعة مباريات الكرة الأوروبية عبر الباقة القطرية، حيث أكد لنا العديد من الباعة أن إقبال الزبائن على الاشتراك في الباقة المذكورة تراجع كثيرا مع اقتراب نهاية السنة الجارية، مقارنة بالأشهر الماضية التي شهدت هي الأخرى تراجعا محسوسا، وأكد تجار أجهزة الاستقبال إن الاشتراك في "الباقة البنفسجية" وصل إلى 44000 ألف دينار باعتبار أن الاشتراك الجديد يتضمن بطولة أوروبا 2016 التي ستجرى بفرنسا، وهو ما يعني أن الزيادة ناهزت نسبة 100 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، حيث أرجع بعض الباعة ذلك إلى تراجع قيمة الدينار مقابل العملة الصعبة، أما بعض الباعة فقد ربطة الزيادة بالسياسة التي تتبعها الباقة القطرية في الجزائر، حيث أكدوا أنهم رفعوا أسعار الأجهزة في هذه الأخيرة مقابل تخفيضها في فرنسا والمحافظة على نفس السعر في كل من تونس والمغرب، وهي ما يكشف حسبهم سياسة التمييز التي تتبعها "بي إن سبورت" مع الجزائر. التجار يطالبون الوكلاء بالدفاع عن الزبون الجزائري وطالب عدد من الموزعين المعتمدين في ولاية عنابة الذين أكدوا أن حالهم حال أغلب الموزعين في باقي الولايات الوكلاء بالدفاع عن الزبون الجزائري أمام ملاك الباقة القطرية التي تبيع أعلى نسبة من الاشتراكات السنوية في الجزائر ومع ذلك فهي تعمل على رفع الأسعار بحجة انخفاض قيمة الدينار، وأضاف الموزعون أن الوكلاء وفي الذي كان الجدير بهم أن يسعوا لتخفيض الأسعار، واصلوا تهديدهم بسحب الاعتماد منهم في حال فشل كل واحد في بيع خمسة أجهزة شهريا. نظموا أنفسهم ولجؤوا إلى خيار المقاطعة وحسب ما أكده لنا أحد الموزعين فإن العديد من الزبائن لجؤوا في الأسابيع الأخيرة إلى إلغاء اشتراكاتهم في "بي إن سبورتس" بسبب ارتفاع الأسعار وهو ما جعلتهم عرضة لخسائر مادية معتبرة، وأضاف المصدر أن هذا الوضع دفعهم إلى تنظيم أنفسهم والاتفاق مع باقي البائعين غير المعتمدين إلى مقاطعة بيع أجهزة الباقة القطرية وذلك من أجل إيصال صوتهم وصوت الزبون الجزائري إليهم، كما أكد هذا الموزع أن حملة المقاطعة والتي ستضر بهم ماديا هم أيضا بدأت في الأسابيع الأخيرة، حيث نجحت في البداية لكن قلة قليلة من التجار لم يتحملوا وعادوا لبيع أجهزة استقبال القنوات الرياضية القطرية، وذلك بسبب المبالغ المالية المعتبرة التي وضعوها من أجل توفير هذه الأجهزة للزبائن. حتى أسعار أجهزة "القرصنة" تسير نحو ارتفاع جنوني وأمام ارتفاع أسعار "بي إن سبورت" فإن الزبون الجزائري يجد أمامه حل وحيد وهو شراء أجهزة الاستقبال الرقمية التي تفك تشفير القنوات الرياضية الأوروبية من خلال القرصنة على غرار أجهزة "جيان"، "ستارسات"، "أطلس" وغيرها من الأجهزة الأخرى، غير أن هذه الأخيرة أصبحت غير متوفرة هي الأخرى في السوق، حيث يقدر سعرها حاليا بين 1000 و13000 ألف دينار لمدة 15 شهر، إلا أن المؤسسات المكلفة بتوزيعها في الجزائر فضلت تخزينها إلى غاية دخول السنة الجديدة ورفع أسعارها وتبرير ذلك بالتغييرات في الأسعار التي فرضها قانون المالية 2016، وهي الحيلة التي لجأت لها العديد من الشركات في مختلف المجالات، ما يعني أن الجزائري الذي يعشق الكرة الجزائرية سيكون عليه الاكتفاء بمتابعة البطولة الجزائرية، لأن حتى المقاهي التي كانت ملجأ ل "الزوالي" رفض أغلبها دفع مبالغ كبيرة من أجل الاشتراك في الباقة القطرية وشراء جهاز القرصنة.