أثر التغير المناخي بشكل كبير على توافد الطيور المائية المهاجرة على الجزائر وذلك حسب الدراسة التي قامت بها محافظة الغابات بولاية عنابة والتي شملت خمس ولايات. وحسب ما أكده المحافظ ل «آخر ساعة» فإن عدم تساقط الأمطار خلال فصل الشتاء الحالي أثر بشكل كبير على هجرة الطيور المائية من أوروبا باتجاه المناطق التي اعتادت القدوم إليها في الجزائر، وأوضح المتحدث أنهم قاموا في الفترة الممتدة بين 15 و30 جانفي بإحصاء الطيور المهاجرة في عنابة والولايات الأربعة الأخرى المحيطة بها وذلك حتى يكون الإحصاء دقيقا، لأن الطيور تنتقل من منطقة إلى أخرى، وتكفل كل ولاية بإحصاء عدد الطيور المهاجرة التي توافد عليها قد يتسبب في الحصول على أرقام مغلوطة.وأضاف المحافظ بأن هذا الوضع نتج نظرا لعدم وجود الماء في المناطق التي تعودت الطيور على الهجرة إليها، كما أن عدم تجمد البحيرات في أوروبا بسبب حرارة الجو هناك، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ ستينيات القرن الماضي، حفز الطيور على البقاء هناك نظرا لتوفر الغداء.وحسب المصدر فإن النسبة الضئيلة من الطيور التي اختارت القدوم إلى الجزائر توجهت على وجه الخصوص إلى السدود المائية التي وجدت فيها حلولا بديلة، لافتا إلى أن التغير المناخي ليس الوحيد الذي أثر على توافد الطيور.حيث أن هناك عوامل أخرى مرتبطة بالسلوكات السلبية للإنسان، على رأسها التلوث البيئي، صيد الطيور في المناطق الرطبة، أخذ بيوض الطيور من الأعشاش إشعال النار في مناطق تواجدها، حيث أكد أن هذا الأمر زاد من تهديد بقاء الطيور، ولمواجهة مثل هذه الظواهر فإن محافظة الغابات –حسب المصدر- تقوم بعمليات تحسيس للمواطنين، بالإضافة إلى إحالة من يتسببون في مثل هذه المخالفات على العدالة، وتشمل عمليات التحسيس حتى تلاميذ الابتدائيات.حيث ستقوم المحافظة غدا وبمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة بأخذ 50 تلميذا من ابتدائية ساعي محمد بحي كاليتوسة بلدية برحال في زيارة ميدانية إلى بحيرة فزارة من أجل مشاهدة الطيور المهاجرة باستعمال المنظار.بالإضافة إلى إعطائهم معلومات حول كيفية إحصائها، وذلك قبل إعطائهم دروسا نظرية في الأقسام حول أهمية المناطق الرطبة، وإعطائهم معلومات حول اتفاقية رامسار الخاصة بحماية المناطق الرطبة. نحو تشجير 1000 هكتار بعنابة وفي سياق آخر كشف محافظ الغابات بولاية عنابة عن الشروع في تشجير 1000 هكتار موزعة عبر أربع بلديات وهي: التريعات، واد العنب، عين الباردة والعلمة.حيث تدخل هذه العملية ضمن برنامج قطاعي لسنة 2014، لافتا إلى أن عملية تهيئة الأراضي التي ستتم فيها عملية التشجير بدأت مطلع شهر فيفري، إلا أن عملية غرس الأشجار –حسبه- لن تتم حاليا، في حال بقيت الأجواء المناخية على حالها. حيث ستؤجل عملية التشجير في هذا الحال إلى تاريخ 25 أكتوبر المقبل الذي يصادف اليوم الوطني للشجرة، وأضاف المتحدث أن أربع مقاطعات على مستوى الولاية تابعة للمحافظة شرعت في دراسة المناطق التي تصلح فيها عملية التشجير من أجل تحديد أماكن جديدة، كما أوضح بأن المحافظة تدعم جمعيات الأحياء بالأشجار.