أطلقت مديرية البناء والتعمير لولاية عنابة بحر الأسبوع، مناقصة وطنية من أجل الفوز بمشروع تجديد عدد من العمارات القديمة المتواجدة في قلب عاصمة الولاية. حيث خصصت المديرية غلافا ماليا قدره 100 مليار سنتيم من أجل ترميم 15 عمارة على مستوى حي لاكولون التي توجد به العديد من العمارات القديمة، حيث أكدت المديرية بهذا الخصوص أن عمليات الترميم ستمس أربع نقاط أساسية تتعلق بالسلالم، الواجهات، الكتامة والمناطق المشتركة بين سكان العمارات التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وحسب ما أكدته المديرية فلقد واجهوا العديد من المشاكل مع سكان هذه العمارات أثناء القيام بالدراسات الخاصة بهذا المشروع، حيث وصل الأمر إلى حد الاعتداء على صاحب مكتب الدراسات الذي فاز بالمشروع، ما استدعى حسب المصدر تدخل مصالح الأمن من أجل مرافقته لإنجاز عمله، وحسب المصدر ذاته فإن تخوف السكان كان من التجاوزات التي قاموا بها في هذه البدايات والتي جعلتها عرضة للانهيار في أي وقت، خصوصا وأن أغلب العمارات شهدت تشييد بيوت في أسطحها بطريقة غير قانونية، وأبدت المديرية تخوفها من إمكانية حدوث مواجهات بين السكان والشركة التي ستتكفل بعملية الترميم، ولتفادي حدوث هذا الأمر فقد قرروا الاجتماع مع سكان العمارات المعنية بالترميم وأصحاب المحلات التجارية من أجل إقناعهم بأهمية العملية وحثهم على المساهمة في إنجاحها، خصوصا وأن هذه العمارات لم تخضع لأية عمليات ترميم منذ تشييدها، أما بخصوص موعد انطلاق الأشغال فأوضحت الجهة ذاتها أن انتهاء موعد تسلم العروض الخاصة بالمناقصة سيكون مع مطلع شهر مارس، ما يعني أن انطلاق أشغال الترميم سيكون نهاية شهر أفريل أو مطلع شهر ماي المقبلين، هذا في حال لم تكن هناك طعون أو تعطيل الإداري، مؤكدا على أن الشرط الأساسي قبل الأشغال هو المحافظة على طابع هذه العمارات. العملية ستمس العديد من العمارات مستقبلا وكشف المصدر أن حي لاكولون ما هو إلا المنطلق لعملية كبيرة ستشمل أغلب البنايات القديمة في عاصمة الولاية، وعلى رأسها المدينة القديمة التي استفادت من برنامج خاص، «لاري روز»، «بني محافر»، «سيبوس»، شارع «غومبيطا» وغيرها من الأحياء التي بحاجة إلى عملية تجديد كلي، وذلك بهدف إعطاء وجه جديد لعاصمة الولاية كما كان عليه الحال في كل من العاصمة، قسنطينة ووهران التي استفادت العديد من العمارات فيها من عمليات تجديد، غير أن مديرية البناء والتعمير أشارت إلى أن العقبة الرئيسية أمام هذه المشاريع هي سكان العمارات الذين يرفضون التجاوب معهم، رغم علمهم بالحالة الكارثية التي وصلت لها العمارات التي يقطنون فيها والتي قد تنهار فوق رؤوسهم في أي وقت، حيث أن البعض منها بحاجة إلى عملية إخلاء كلي من السكان من أجل ترميمها، على غرار عمارات «ساحة الثورة» التي تكتفي الجهات الوصية في كل مرة بطلائها رغم أنها بحاجة لعمليات ترميم كبيرة. في انتظار تجسيد مشروع ترميم بلاص دارم وفي الوقت الذي تقوم فيه مديرية البناء والتعمير بهذا التحرك فإن سكان المدينة القديمة ينتظرون نتائج الشراكة الجزائرية الروسية التي بعثت قبل بضعة أشهر من أجل ترميم بلاص دارم، باعتبار أن مكتب دراسات روسي أكد أنه سيعمل على الدراسة التقنية لبنايات المدينة القديمة بالإضافة إلى مقر البلدية، خصوصا وأن لديه خبرة كبيرة في هذا المجال بعد أن جدد العديد من البنايات القديمة وأعطاها وجها معاصرا في روسيا، كما أن غرفة التجارة والصناعة «سيبوس» دخلت هي الأخرى على الخط، قبل بضعة أشهر، من إمضاء بروتوكول اتفاقية شراكة بين مكتب دراسات محلي وآخر فرنسي لدراسة مشروع ترميم عدد من البنايات القديمة.