رصدت مديرية التعمير والبناء لولاية عنابة، مبلغ 100 مليار سنتيم لترميم وطلاء البنايات القديمة بوسط المدينة، لتغيير واجهات العمارات العتيقة وإعطاء وجه جمالي جديد للأحياء ، خاصة المتواجدة بقلب المدينة والمطلة على الشوارع الرئيسية. وحسب مصدر مطلع، ستنطلق عملية الترميم من حي لاكولون، لتشمل 15 عمارة كمرحلة أولى، في انتظار الانتقال إلى الأحياء الأخرى، وأخذت مكاتب الدراسات بعين الاعتبار، مسألة الحفاظ على الطابع المعماري والجمالي للبنايات، والذي يمتد إلى عشرات السنين، لما يحمله من قيمة تاريخية وتراثية. وعقدت السلطات المحلية حسب مصادرنا، لقاءات تشاورية مع جمعيات الأحياء، من أجل إنجاح العملية، و تحسيس التجار وسكان العمارات بأهمية إنجاز الأشغال في إطار الصالح العام، والابتعاد على مضايقة أصحاب المقاولات من جراء الإزعاج، إلى جانب ضمان انسيابية حركة المرور وعدم الركن العشوائي للسيارات. وذكرت مصادرنا بأن المصالح المختصة قامت بإخضاع 11043 بناية عتيقة بمدينة عنابة للخبرة التقنية، قصد تشخيص حالتها و وإعادة تأهيلها والمحافظة على نسيجها المعماري الأصيل، وتمثل هذه البنايات نحو 80 بالمائة من مجموع البنايات العتيقة بوسط المدينة، والتي تتوزع عبر 12 حيا، تأتي في مقدمتها المدينة العتيقة "بلاص دارم" بمجموع 2405 بناية، وشملت الخبرة التي أجريت بنايات يعود بعضها إلى ما قبل القرن التاسع عشر . و توجد بنايات مستغلة لغرض السكن بوسط المدينة يعود أغلبها للحقبة الاستعمارية منها المحيطة بساحة الثورة بمجموع 1322 بناية، وكذا حيي سيدي إبراهيم وواد الذهب ب 1559 بناية و1549 على التوالي. كما تتركز أغلب البنايات ذات الملكية الخاصة، بكل من حي لاكولون الذي يضم 1427 بناية، و ديدوش مراد ب 1098 بناية و بني محافر ب148 بناية ، فيما تتوزع باقي البنايات العتيقة في عنابة، عبر أحياء بور سعيد و بلعيد بلقاسم و سيبوس. تجدر الإشارة إلى أن هذه العمارات لم يسبق لها وأن خضعت لعمليات ترميم منذ إنجازها، مما تسبب في هشاشتها و تعرض أغلبها إلى الانهيار، كما أن مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري، تخلت عن عملية الترميم لعجزها على تمويل الأشغال، كما يحملها المستأجرون مسؤولية الإهمال، وعدم الاستجابة إلى طلبات الترميم المرفقة بخبرات تقنية لمصالح البلدية، التي تقوم بعملية المعاينة، حيث تؤكد التقارير أن مئات البنايات مهددة بالانهيار على ساكنيها.