لا حديث بين فلاحي ولاية جيجل خلال الساعات الأخيرة سوى عن الخسائر التي تعرض لها منتجو فاكهة الفراولة بمناطق عدة من الولاية وخصوصا بالمناطق التي تشتهر بالإنتاج الغزير لهذه الفاكهة على غرار خيري واد عجول ، سيدي عبد العزيز ،الجمعة بني حبيبي وحتى القنار وذلك بفعل نوعية الشتلات التي تحصلوا عليها من قبل مؤسسة إيطالية والتي قامت بتزويد أغلب منتجي هذه الفاكهة بالشتلات الأصلية المستوردة من دولتي إيطاليا وإسبانيا . ورغم الأسعار القياسية التي بلغتها بعض أنواع الشتلات المستوردة من الدولتين المذكورتين والتي وصلت إلى 35 دينارا للشتلة الواحدة بعدما كانت في حدود 10 دنانير فقط العام الماضي وهو ما كلف الفلاحين بجيجل خسائر كبيرة جراء هذا الفارق إلا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد حيث أصيب عشرات الفلاحين بخيبة أمل كبيرة جراء موت الجذور المزروعة تحت الأرض وعدم خروجها من منبتها مقابل إصابة أخرى بالاصفرار خلال موجة الحر التي ضربت الولاية قبل أيام وهو ما تسبب في إتلاف مساحات واسعة من هذه الفاكهة قبل بلوغها مرحلة الإنتاج خصوصا تلك المزروعة داخل البيوت البلاستيكية ، وأكدت مصادر على علاقة بالملف بأن إتلاف مثل هذه المساحات المعتبرة من فاكهة الفراولة مرده بالدرجة الأولى إلى إتلاف آلاف الشتلات التي تم استيرادها عن طريق مؤسسة إيطالية مختصة جراء مكوثها الطويل في البحر وهو ما جعل الجذور المستوردة تموت بمجرد وضعها تحت الأرض مما يفسر مطالبة عشرات الفلاحين الممون الإيطالي الذي زودهم بهذه الشتلات بتعويضات مادية من أجل مجابهة الخسائر الفادحة التي تكبدوها وصفها بعض الفلاحين بالكبيرة جدا .ومن شأن هذه الخسائر أن تؤثر على محصول ولاية جيجل هذا العام فيما يتعلق بفاكهة الفراولة ذات المذاق والنوعية الجيدة بعدما ارتقت عاصمة الكورنيش إلى المركز الأول وطنيا في إنتاج هذه الفاكهة خلال السنتين الماضيتين إلى درجة شروع بعض المزارعين في تصدير هذه الفاكهة ذات الأثمان المرتفعة نحو بعض البلدان الأوروبية قبل أيام على هامش زيارة وزير الفلاحة إلى الولاية ناهيك عن إقامة حفل سنوي للفراولة بدار الثقافة من أجل الترويج لمنتوجهم .